عبد العزيز المراكشي تمرد من أجل تحقيق الدولة والانفصال وتوفي تاركا خلفه حلما مستحيل المنال

كواليس اليوم: محمد البودالي

غيب الموت زعيم جبهة البوليساريو محمد عبد العزيز المراكشي، الذي ولد مغربيا، وحمل إسما مغربيا، ومات تاركا خلفه حلم تأسيس دولة صحراوية جنوب المغرب.

وكما كان الحلم صعبا في حياة الراحل محمد عبد العزيز، فإنه سيصبح مستحيلا في ظل من سيمسك قيادة الجبهة التي تعيش ترهلا غير مسبوق، بفعل إصرار جيل عبد العزيز المراكشي على خنق الحياة في سكان تيندوف، وتسويق الوهم والسراب، لساكنة تعيش محاصرة منذ أزيد من أربعة قرون كرهينة في يد قيادة لا هم لها سوى، تحقيق فكرة مستعصية على التحقق، في ظل انتفاء كل شروط إقامة الدولة المستقلة.

المراكشي الذي صارع المرض طويلا، رحل زعيما لجبهة انفصالية بعد أن عاش مدة أربعين سنة زعيما لجبهة انفصالية تسعى ضدا على التاريخ والجغرافيا والقانون، إلى استقلال الأقاليم الجنوبية عن المغرب، تحقيقا لفكرة طائشة راودت شبابا في بدابة سبعينات القرن الماضي، وتحولت اليوم إلى عقبة حقيقية في وجه ساكنة تيندوف.

ورغم أن الموت مناسبة جلل، إلا أن الحدث يفرض نفسه في ظل رحيل قائد قيادة الجبهة، من أجل استغلال الحدث لإنجاز مراجعات فكرية تنهي مسار العقم الذي أفضى إليه افتعال أزمة سياسية تلقي بظلالها المغربي العربي بأكمله.

رحيل عبد العزيز المراكشي الذي ارتبطت به قضية البوليساريو، سيفتح أبواب جهنم على القيادة السياسية التي تخلفه والتي ستحاصر بلا شك من قبل شباب المخيمات، وجيل جديد من المتطلعين إلى تسوية الملف الذي دمر كل أوجه الحياة بمخيمات تيندوف.

وفاة المراكشي، تعتبرا نكسة لمناورات قيادة الجبهة التي كانت تستغل احتجاز الصحراويين كورقة للتفاوض والوصول إلى السلطة التي احتكرت من طرف رجل غادر جامعة مراكش بحثا عن حلم الدولة الذي لم ولن يتحقق في الأمد المنظر.

محاولات بعض الجهات تضخيم حدث وفاة زعيم البوليساريو، عملية ذات أبعاد ومرامي متعددة، أولها إظهار جبهة البوليساريو بمظهر التنظيم الذي يسعى إلى تحقيق مصالح الصحراووين، ومحاولة إضفاء الشرعية على زعيم اغتصب السلطة وظل بعيدا عن الديمقراطية التي بحث عنها بطريقته، إلى أن تفجرت الفضائح والرسائل التي عرت واقع تدبير المخيمات.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني