الامتنان الأمريكي للمغرب نابع عن قراءة متفائلة لموقع المملكة في منطقة تعرف كل التقلبات والتحديات

اعتبر الكاتب الصحفي عبد الحميد جماهري أن إعراب الولايات المتحدة الأمريكية عن امتنانها لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في سياق الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة إلى واشنطن، نابع عن قراءة متفائلة لموقع المغرب ومواقفه.

وأوضح جماهري، في مقاله الافتتاحي “كسر الخاطر” بصحيفة “الاتحاد الاشتراكي”، ضمن عددها لليوم الأربعاء، تحت عنوان “في معنى الامتنان الأمريكي للمغرب؟”، أن “عبارة (الامتنان) التي وردت على لسان وزير خارجية الولايات المتحدة انطوني بلينكن تحمل (برنامجا) إقليميا بخصوص موقع المغرب في منطقة تعرف كل التقلبات والتحديات..”

واستعرض الكاتب، في هذا الإطار، شريط التحديات والتحولات التي تعيشها المنطقة في شرق المتوسط والشرق الأوسط والقارة الإفريقية، بما ينبئ بتحول في موازين القوى وملامح قطبية جديدة تبدو من شرق المتوسط وغربه وفي جنوب الصحراء”.

وعلاقة بالامتنان الأمريكي، أورد الكاتب كلمة بلنكن، الذي أعرب عن “امتنانه لقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وإسهامه الراسخ في تعزيز الاستقرار والسلام الإقليميين، (…) بما يجسد دور المغرب في ضمان الاستقرار، في مواجهة سلسلة التحديات التي يعرفها الشرق الأوسط وإفريقيا”.

وفي قلب هذه التحديات، يضيف جماهري، يعبر هذا الامتنان – في الواقع – عن الالتزام المعلن والرصين الذي أبان عنه المغرب في التعامل بثوابت تحظى بالاحترام، فضلا عما قدمه المغرب للعالم والبشرية عبر الانخراط في قضايا السلام وتقويض بنيات الإرهاب (تنظيمات كانت أو دولا أو حركات)، والذي اعتبره “خدمة لعالم مبني على الاستقرار والأمن والتعاون الإقليمي والقاري والدولي”.

وأكد، في السياق ذاته، أن الولايات المتحدة “تعرف قبل غيرها أن هذا الالتزام يجعل المغرب صديقا موثوقا يستحق الامتنان عكس الجحود الذي يميز بعض جيرانه وبعض شركائه”.

كما أبرز أن “المتابع للتحديات التي تتوالى في المنطقة المعنية بالإشارة الأمريكية، يعرف بأن إغراءات التصعيد قد صارت جزءا من اليومي السياسي في المنطقة، بل إن التصعيد والبحث عن أسبابه صارت لدى الكثير من الدول العربون الوحيد عن الحضور الدولي! بل إنه الصيغة الوحيدة للحسابات الإقليمية”.

وعلاوة على ذلك، تطرق كاتب الافتتاحية إلى الأجندة المنتظمة والسلسة للتعاون المغربي الشامل في قضايا التوتر الدولي “من منطق متعال، يخدم التوجه الدولي للسلام، وليس فقط في الملفات الحارقة كالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بل أيضا في العودة المقلقة للحركية الإرهابية، والتي تتساوق مع حسابات سياسية غير بريئة لبعض القوى الدولية العاملة في القارة”.

وانتهى إلى أن هناك سجلا طويل من السنة الديبلوماسية (السنة الاستراتيجية في الواقع)، والتي مرت منذ زيارة بلينكن إلى بلادنا في العام الماضي، وهذا السجل يكشف عن حوار سياسي واستراتيجي لا ينقطع، وسعي حثيث نحو بسط تصور موحد للوقائع الدولية، مبني على احترام دولة من القارة الإفريقية واحترام ذكائها الاستراتيجي.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني