في كل عام، يتوجه الآلاف من المسلمين من مختلف أنحاء العالم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، تلك الرحلة الروحية التي تتطلب جهدًا بدنيًا ونفسيًا كبيرًا. ولكن للأسف، رحلات الحج لا تخلو من التحديات، وخصوصًا بالنسبة لبعض الحجاج من إقليم بنسليمان الذين واجهوا معاناة كبيرة خلال رحلتهم هذا العام.
أولى المشكلات التي واجهها حجاج بنسليمان كانت عند وصولهم إلى المملكة العربية السعودية. فبينما علمت باقي الوفود بأسماء فنادقهم قبل السفر وتم وضع علامات تعريفية على حقائبهم، لم يتم إبلاغ حجاج بنسليمان بأسماء فنادقهم إلا عند وصولهم، مما تسبب في حالة من الفوضى والارتباك. هذه المشكلة التي قد تبدو بسيطة في الظاهر، أثرت بشكل كبير على الحجاج وأدت إلى شعورهم بالقلق وعدم الراحة.
أما بالنسبة لجودة الغذاء المقدّم للحجاج، فقد كانت مصدرًا آخر للإحباط. اشتكى العديد من الحجاج من تدني جودة الطعام وضعف محتوياته، مما أدى إلى إصابة العديد منهم بالإسهال وأمراض أخرى. هذه المشكلة تفاقمت بسبب غياب الطاقم الطبي داخل الفندق، مما جعل الأمور أكثر تعقيدًا وخطورة بالنسبة للحجاج الذين يحتاجون إلى رعاية طبية.
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد. فقد كان جميع المرافقين للوفد من الإناث، وعددهم ثلاثة، ولم يكن لوجودهم تأثير إيجابي على الوضع، حيث أبدوا عدم كفاءة في التعامل مع المشكلات التي واجهها الحجاج. الأمر الأكثر خطورة كان عدم حصول مجموعة من الحجاج على تصريح الحج الرسمي (البادج) عند دخولهم الفندق، وهو وثيقة أساسية للحج. بدون هذا التصريح، تعرض الحجاج لخطر الاعتقال وظلوا يتجولون في حالة من القلق والخوف.
إضافة إلى ذلك، يعاني عدد من الحجاج من أمراض مزمنة مثل السكري والسرطان، ولديهم ملفات طبية لدى المسؤولين. ومع ذلك، لم يتلق هؤلاء الحجاج أي متابعة أو اهتمام بصحتهم، كما لم يتم توفير نظام غذائي خاص يلبي احتياجاتهم الصحية، مما زاد من معاناتهم.
هذه المشكلات التي واجهها حجاج إقليم بنسليمان تعكس نقصًا في التخطيط والتنظيم من قبل المسؤولين عن رحلة الحج. الرحلة التي يجب أن تكون تجربة روحية ممتعة ومؤثرة تحولت إلى معاناة حقيقية بسبب الإهمال وسوء الإدارة.