ن. مصباح
تبقى الواقعة البسيطة التي حصلت مؤخراً في أحد المهرجانات الصيفية بالمغرب، والتي صعد من خلالها أحد الفنانين المشهورين بعفويته التلقائية، وبشعبيته المألوفة، مطالبا من مغني شاب صاعد عدم الختم بأغنيته الشهيرة، لسبب بسيط كونه سيصعد بعد دقائق وراءه، وتم تقديم الإعتذار بين الطرفين مباشرة بعد الواقعة، عبروا لبعضهم عن حسن نيتهم، وبأن الواقعة حدث عابر، لكن أصحاب الفتن كان لهم رأي أخر، وأرادوا ترويج تأويلات ومقاطع فيديو، وتضخيم الأمور لجعل الفنانيين المعنيين بالأمر يدخلان في دوامة حرب التصريحات الإستفزازية، لخلق “البوز” بغية التشويش على برنامجهم المسطر ضمن أجندتهم الفنية.
لذلك احذروا الفتن وابنوا الوطن، فإذا أقبلت الفتنة من بعيد عرفها كل عالم وكل عاقل، ولكن السفهاء والحمقى هم من أيقظوها، لا يعرفونها إلا حين تطحنهم برحاها، وتحرقهم بنارها، وتنتشر في كل مكان انتشار النار في الهشيم. ( الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)
وبالرجوع لكرونولوحيا الأحداث والوقائع المشابهة، ترجع بنا الذاكرة إلى حقبة ما قبل جائحة كورونا، من أجل إستحضار آخر صراع فني ساهمت فيه آيادي خفية أرادت العصف بعلاقة فنانيين صديقين، في متاهات التصريحات اللامسؤولة، واستطاعت بأسلوبها الخبيث ايقاظ فتنة وسط الساحة الفنية، قبل أن يتدخل ذوي النفوس الفنية الراقية، وذوي النوايا الحسنة، والذين يحبون الخير للجميع، ويسعون للرقي بالفن المغربي لأعلى المستويات خاصة مع اتساع رقعة المتابعين، وتوغل الأغاني المغربية بمختلف أصنافها لمصاف الدول العالمية، حيث أصبح الفنانون المغاربة سفراء لتراثهم المغربي في مختلف القارات.
هذا الإشعاع العالمي للأغنية المغربية، جعل العديد من المغنين العرب يتهافتون بحثا عن كلمات مغربية، لكتاب وموزعين وملحنين مغاربة، بالاضافة إلى البحث في التراث المغربي، من اجل نقله بلكنة مغربية خليجية، كل هذا الإشعاع يصبوا بالفن المغربي عامة لسقف العالمية، والتفوق على بلدان رصدت مبالغ مالية ضخمة للتعريف بثقافتها، دون أن تحقق نصف ما حققه المغرب، بفضل تضحية الفنانين.