الجزائر : سخط شعبي عارم ينبئ بالأسوأ والهروب الكبير للعصابة على الأبواب!!
مروان زنيبر*
توجهت انظار العالم، يوم 17 شتنبر الجاري، الى قصر المرادية بمناسبة أداء الرئيس “كذبون” اليمين الدستوري لعهدة ثانية، في انتخابات مزورة خلقت الحدث عالميا من خلال الأرقام المزورة – المدمرة- التي تم التلاعب بها من طرف العسكر…واثناء تأديته اليمين الدستوري ظهر ال ” تبون ” في حالة يرثى لها، شاحب الوجه، منهك القوى، خائفا ومرتبكا، ولم يكن حتى قادرا على إعادة كلمات القسم الدستوري -بطريقة صحيحة –في مشهد مؤثر، مثير للشفقة ل ” عمي تبون ” …
الرئيس المعين اغتنم الفرصة ليتلو خطابا مكتوبا، وهو نفس الخطاب الذي حكاه في خطاب 2019، خصص فيه جزء كبير منه، بفتح حوار وطني، في محاولته ترسيخ سياسة ” لي فات مات” لا يهم بالنسبة اليه، استمرار السلطة السياسية بالشعب او بدون شعب، علما ان الدعوة التي وجهها لأحزاب المعارضة، بالانخراط في حوار وطني، لم تجد ردود إيجابية حتى الساعة من طرف أحزاب معارضة سبق لها وان قاطعت الانتخابات، واكيد ان هذه الأحزاب التي تملك نظرة راديكالية في رفض كل ما يصدر عن السلطة، سوف لن تقبل بلعبة الحوار الا بشروط وضمانات ملموسة ، منها إلغاء المادة87 من قانون العقوبات ، ووقف القمع المستمر في حق الصحفيين والنشطاء السياسيين والحقوقيين…خاصة بعدما تبين ان حوار العهدة الأولى كان خدعة وكذب…
وحسب مراقبين، كانت الانتخابات الرئاسية ليوم 7 شتنبر، أكبر كارثة منيت بها الديمقراطية الجزائرية، بعد أن تبين للجميع أن العملية منتهية قبل أن تبدأ، وجاءت لتكرس بالملموس قرارات جنرالات الجيش الصورية، وما اثار ايضا انتباه المتتبعين، داخل قاعة قصر المرادية ظهور عناصر من عصابة عهد بوتفليقة، الامر يتعلق برئيس الحكومة الأسبق عبد العزيز بلخادم، وكان هذا الحضور لافتا ومميزا، من ناحية انه جلس في الصف الأول إلى جانب كبار المسؤولين في المؤسسة العسكرية، وهو ما يوحي بان بلخادم هو الذي سيأخذ مشعل فترة ما بعد اقالة ال” تبون ” بالطرق المخطط لها مسبقا من طرف العسكر…مع العلم ان عبدالعزيز خدام يعتبر آخر عنقود العصابة نظرا لصغر سنه (78 سنة) مقارنة مع كبار كهنة قصر المرادية…
وإذ نتحدث عن مصير عصابة بلاد القوة الضاربة الإقليمية المزعومة، التي مازالت تعيش على وقع صدمة غير مسبوقة، بتثبيت رئيس مغلوب على امره لعهدة ثانية…. وموازاة مع أداء الرئيس المعين اليمين الدستوري، تشهد الساحة الجزائرية، منذ الإعلان الرسمي عن ترشيح التبون من طرف العسكر، سخط شعبي عارم ينبأ بالأسوأ، وحراكا سياسيا وفكريا لا يقل أهمية عن حراك الشارع، يتمثل في ميلاد طبقة سياسية وفكرية، برؤى وفكر جديدين، تختلف كلية عن منظومة الطبقة السياسية القديمة المتهالكة، التي ظلت تتحكم في الفعل السياسي منذ أكثر من 60 سنة من عمر دولة أطلق عليها الجزائر بعدما كانت المنطقة لقرون ايالة عثمانية وبعدها مقاطعة فرنسية…
وفي هذا الاطار، اختارت النخبة (المتكونة من معارضين معروفين كانوا قد تعرضوا للاعتقالات) القيام بحملات لم يسبق لها مثيل في الجزائر، عبر منصات التواصل الاجتماعي، للمطالبة بإزاحة كل رموز ما تبقى من نظام العصابة، والدفع بمحاكمة رؤوس كبار الفاسدين، من وزراء وأثرياء وكبار الأجهزة الأمنية والعسكرية، وسبق لهذه النخبة الخروج علانية، – قبل الانتخابات- بإصدار بيان أطلق عليه ” بيان مفتوح “، رسمت من خلاله صورة قاتمة للمشهد السياسي العام في البلاد، داعية إلى رفض ما وصفتها بمهزلة الانتخابات الرئاسية، في ظل نظام عسكري ديكتاتوري…
مهتم في الشؤون المغاربية*