في خطوة إنسانية تهدف إلى تعزيز مفهوم “الشرطة المواطنة” وترسيخ القيم المجتمعية، خصصت ولاية أمن مراكش استقبالا خاصًا للطفل آدم، البالغ من العمر 10 سنوات، حيث تحقق حلمه بارتداء الزي الرسمي للشرطة. هذه المبادرة الفريدة التي نظمتها ولاية الأمن تأتي في إطار الجهود المتواصلة لإبراز الوجه الإنساني لمؤسسة الشرطة وتقريبها من المواطنين، خاصة فئة الأطفال والشباب.
وشهد حفل الاستقبال، الذي أعد خصيصًا للطفل آدم، أجواء من الفرح والبهجة، إذ ارتدى الطفل الزي الوظيفي وشارك أفراد الشرطة في بعض المهام الرمزية، ما جعله يشعر بالفخر والانتماء. وقد تجول آدم داخل مقر ولاية أمن مراكش، حيث أطلعته الفرق الأمنية على جانب من المهام اليومية التي يقوم بها رجال الشرطة لحفظ الأمن والسهر على سلامة المواطنين.
وتندرج هذه المبادرة ضمن سياسة الشرطة المجتمعية، التي تهدف إلى بناء جسور الثقة والتواصل بين المؤسسة الأمنية والمجتمع، وتحديدًا الشباب والأطفال، من خلال برامج ومبادرات تهتم بالجانب التوعوي والإنساني. كما تسعى الشرطة من خلال هذه الأنشطة إلى غرس قيم المواطنة في الأجيال الناشئة، وتعزيز صورة رجل الأمن كحامي للمجتمع وشريك فاعل في بناء مجتمع آمن.
وخلال هذا الاستقبال، أعرب مسؤولو ولاية أمن مراكش عن فخرهم واعتزازهم بالمشاركة في تحقيق حلم الطفل آدم، مؤكدين أن هذه المبادرة ليست مجرد حدث عابر، بل جزء من رؤية استراتيجية تهدف إلى جعل المؤسسة الأمنية أقرب إلى المواطنين وإلى تلبية طموحاتهم، وخاصة تلك التي تزرع في نفوس الأطفال حب الوطن والولاء لمؤسساته.
ولقيت هذه اللفتة الإنسانية إشادة واسعة من طرف أسرة الطفل آدم، الذين عبروا عن امتنانهم العميق لولاية أمن مراكش، معتبرين أن تحقيق حلم ابنهم يبعث برسالة أمل وتفاؤل تعزز من شعور المواطنين بأن الشرطة ليست فقط مؤسسة لتنفيذ القانون، بل أيضًا شريك حقيقي للمجتمع في بناء مستقبل أفضل.
وتعد هذه المبادرة واحدة من عدة خطوات مشابهة تقوم بها الشرطة المغربية ضمن استراتيجية تهدف إلى تعزيز روح المواطنة والتواصل مع مختلف شرائح المجتمع، في إطار “الشرطة المجتمعية” التي تسعى إلى إقامة علاقة ودية ومستدامة بين الأمن والمواطنين، بحيث تتجاوز المفهوم التقليدي للشرطة إلى مفهوم أكثر انفتاحًا وإنسانية.
بهذه المبادرات، تؤكد ولاية أمن مراكش وغيرها من المؤسسات الأمنية في المغرب، على التزامها بالتفاعل الإيجابي مع المجتمع، وتجسيد نموذج الشرطة المواطنة التي تستمع لمطالب المواطنين وتعمل على تحقيق أحلام الأطفال في إطار يحترم القيم الوطنية ويعزز من تلاحم المجتمع المغربي في وجه التحديات.