بقلم عبدالله اطويل
في غياب الأضواء الاعلامية مرت أشغال الحملة الدولية للتعليم، والتي يتم بلورتها في ورشات عمل من أبرز غاياتها ومراميها، التخطيط الفعال حول تحسين جودة التعليم للجميع. يندرج
سياق هذه الحملة في طابع دولي، حيث كانت ورشات عدة في عواصم ومدن متعددة. انخراط المغرب في هذه الحملة كان من طرف نقابة الجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت يافطة الاتحاد المغربي للشغل.
بمعهد الدراسات والثقافة العمالية من قلب دار الاتحاد بالدار البيضاء تم يومي 11 و 12 نونبر 2024 تنظيم هذه الورشة من طرف الجامعة الوطنية للتعليم UMT بتعاون وتنسيق مع الاتحاد الدولي للتعليم EI، هدفت هذه الورشة مناقشة سبل التخطيط لتحسين جودة التعليم العام وضمان ولوج الجميع له، سيكون أمكن ذلك من خلال استثمار مستدام في التعليم العام الجيد والشامل في المغرب. توضيحا أكثر فهذه الورشة بمثابة اشغال توجيهية تدخل في إطار الحملة الدولية للتربية التي من مبادئها الكبرى تعليم عمومي جيد للجميع. قبيل ورشة الدار البيضاء انعقد مؤتمر دولي لاتحاد نقابات التعليم بمدينة “بويس آيريس” بالارجنتين، حيث تميز بيانه الختامي بدعوة كل النقابات المشاركة والمنضوية تحت لواء الاتحاد الدولي للتعليم، في دعوة بالتصريح لا بالتلميح، الى ضروره حت وتوجيه الحكومات الحاكمة نحو الاستثمار في التعليم العمومي الجيد.
الجامعة الوطنية للتعليم بصفتها عضوا في هذا الاتحاد الدولي، ومن منبر ورشة الدار البيضاء أكد كاتبها الوطني ميلود معصيد في كلمته الإفتتاحية على ضرورة الاستمرار في الترافع الهادف وأحيانا الماراطوني في سبيل التعليم العمومي المغربي، كما أن السيد انجلو غافريلاتوس الرئيس الفيدرالي لاتحاد المعلمين باستراليا ومدير الحملة بدوره أكد على أهمية الاستثمار في هذه القضية وضرورة الانفتاح الدولي والتلاقح التربوي. أما عن المشاركة العربية من المحيط إلى الخليج فكانت هناك كلمة لدليلة البرهمي منسقة الدول العربية داخل الاتحاد الدولي للتعليم.
لكي نعطي لزيد ما لزيد ولعمرو ما لعمر، فإننا نرى من زاوية نظرنا أن التعليم المغربي بصفته القضية الوطنية الثانية، فهو أحوج إلى أي وقت مضى لمثل هكذا ورشات، ومن منظور التفاعل الجاد بعيدا عن النقد الهدام فإن نقابة “UMT” بانخراطها في هذه الورشات والحملات تكون بمثابة سفير فوق العادة للمساهمة في تحسين التعليم وتبادل الخبرات والتجارب مع بلدان رائدة في مربع عمليات التعليم الدولي، كما أن الأمر أحيانا يتعدى ذلك بكون هذه المشاركات الدولية تعطي إشعاع للبلد.
مثل هذه الأحداث يجب تغطيتها بالغطاء الإعلامي الذي يعكس حجمها، لا بتقزيمها وجعلها تمر مرور عمروط في جنح الظلام.
عبدالله اطويل استاذة مادة علوم الحياة والأرض ومهتم تربوي.