شهدت مخيمات تندوف يوم فاتح يناير 2025 حادثة دموية جديدة تعكس تصاعد العنف بين عصابات تهريب المخدرات التي تنشط في المنطقة.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة “كواليس اليوم” الإلكترونية من مصادر موثوقة، فإن الحادثة بدأت عندما قام مهربون ينتمون إلى إحدى القبائل، على متن سيارة رباعية الدفع، بمهاجمة مهرب من قبيلة أخرى أثناء عودته من مدينة تندوف.
المهاجمون، الذين كانوا مسلحين ببندقية، حاولوا الاستيلاء على كمية من المؤثرات العقلية التي كانت بحوزة الضحية، إلا أنه تمكن من الفرار من المكان.
وردا على هذا الهجوم، عاد المهرب المستهدف برفقة مجموعة من المسلحين المجرمين، مدججين ببندقية وسيوف، إلى المخيم حيث اندلعت مواجهات عنيفة بين العصابتين.
هذا وأثارت المطاردات المسلحة التي شهدتها المنطقة حالة كبيرة من الذعر الشديد في أوساط السكان، قبل أن تتفرق العصابات مع وصول عناصر ما يسمى بـ”درك البوليساريو”.
وقد خلفت هذه المواجهات الدموية إصابات خطيرة في صفوف أحد أفراد العصابات، حيث تم نقل اثنين منهم على وجه السرعة إلى المستشفى الجزائري في تندوف لتلقي العلاج.
ما وقع، هو تجسيد حقيقي لحالة الفوضى الأمنية المستشرية في المخيمات، حيث تتزايد الأنشطة الإجرامية وسط غياب فعلي لأي سيطرة أو ردع حقيقي من قبل سلطات “البوليساريو”. كما أن تكرار مثل هذه الحوادث يعكس هشاشة الوضع الأمني في المخيمات، التي أصبحت مسرحا لتصفية الحسابات بين العصابات الإجرامية، في ظل استغلال الانفلات الأمني وغياب المراقبة الفعالة.
وإلى جانب كل هذا، فإن الحادث الأخير يثير مخاوف إضافية بشأن سلامة الصحراويين المحتجزين الذين يجدون أنفسهم محاصرين بين العنف والفوضى التي تتفاقم يوما بعد يوم.