من المحزن جدا أن تنحدر بعض الجهات إلى مستوى من الإفلاس الأخلاقي يثير الاشمئزاز، كما يظهر في بيان “همم”، الذي اختار التباكي على مناصريه من مرتكبي الجرائم والانتهاكات الفاضحة، في خطوة مفضوحة تهدف إلى صرف الأنظار عن الحقائق الساطعة.
إن بيانا كهذا لا يعكس سوى محاولة يائسة لخلط الأوراق وتبييض صفحات سوداء لرموز تورطوا في جرائم موثقة لا ينكرها إلا منافق.
وإذا كان البيان قد أدرج أسماء مثل توفيق بوعشرين وعفاف برناني تحت يافطة الدفاع عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة، فإن انتشار الفيديو الفاضح الذي يوثق لممارسات صادمة بين بوعشرين وعفاف برناني أسقط هذه المسرحية الهزلية. فالفيديو الذي صدم الرأي العام المغربي، لم يكن إلا تأكيدا جديدا على طبيعة الجرائم التي ارتكبها بوعشرين، والتي شملت اعتداءات جنسية بشعة على صحافيات وموظفات وثقتها محاضر رسمية وأقرتها أحكام قضائية نهائية.
إن وصف عفاف برناني بـ”المدافعة عن حقوق الإنسان” هو استهزاء بالعقل الجماعي المغربي، وضرب من ضروب التضليل الرخيصة.
إن السيدة التي كذبت في أقوالها وحاولت التنصل من الحقائق التي فضحها القضاء، باتت اليوم في مرمى الحقائق التي لا يمكن إنكارها. وما محاولة الزج باسمها في خانة المظلومية إلا مسعى مكشوف لإلباس الباطل ثوب الحق.
وفي الوقت الذي يدعي البيان أن هناك “حملات تشهير” تطال توفيق بوعشرين وزوجته، فإن الواقع يقول إن بوعشرين هو من شرع في إعادة تقديم نفسه كضحية بدلا من مواجهة جرائمه بشجاعة. وعوض أن يعتزل المشهد العام بعد العفو الملكي الذي أطلق سراحه، عاد ليتمادى في استغلال الإعلام لتصوير نفسه كمناضل مظلوم، متجاهلا ضحاياه اللواتي ما زلن يعانين من آثار أفعاله المدمرة.
أما عن دعوة “همم” لإجراء تحقيقات حول ما تصفه بـ”حملات التشهير”، فهي محاولة بائسة لتكميم الأفواه وإرهاب من يفضحون الحقائق. فحرية التعبير التي تتغنى بها هذه الهيئة لا تنطبق إلا على أعضائها ومن يدافعون عن أجندتها، بينما تسعى لمصادرة أصوات الآخرين الذين يسلطون الضوء على الجرائم والانتهاكات.
لا يمكن أن نتجاهل حقيقة أن الرأي العام المغربي ليس غافلا عن محاولات مثل هذه البيانات للتشويش على القضايا الجوهرية، وما صدر عن “همم” ليس سوى محاولة لصرف الأنظار عن الجرم المثبت الذي لا يمكن محوه بمسرحيات مكشوفة، مهما حاول البعض تضليل الحقيقة وتشويه الوقائع.
في النهاية، تظل الحقيقة ساطعة، والعدالة قد قالت كلمتها، والفيديو الأخير كان الحكم الذي أنهى أي رواية مضللة. ومن يحاول الدفاع عن المجرمين والتغطية على أفعالهم المشينة لا يجني سوى مزيد من الخزي أمام شعب واع لا تنطلي عليه مثل هذه الألاعيب.