في خطوة غير مسبوقة تكشف عن تصعيد جديد من النظام الجزائري ضد حرية التعبير، اضطر الروائي الجزائري – الفرنسي كمال داود إلى إلغاء زيارة ثقافية إلى إيطاليا، كانت مبرمجة في منتصف يونيو الجاري، بعد أن تفطن لمحاولة “استدراجه” نحو كمين قضائي معدّ بعناية، يفضي إلى توقيفه فور وصوله إلى مطار ميلانو وتسليمه مباشرة إلى سلطات بلاده.
كمال داود، الذي لمع اسمه في العالم الأدبي عقب فوزه بجائزة غونكور لعام 2024 عن روايته “الحوريات”، لم يكن في طريقه إلى عمل تخريبي ولا إلى نشاط سياسي، بل إلى مهرجان ثقافي راقٍ يحمل اسم “لا ميلازيانا”، كان سيلتقي فيه جمهوره ويتحدث عن عمله الأدبي. غير أن قوى أخرى في الخفاء كانت تهيئ مصيراً مختلفاً.
صحيفة “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية، نقلت في عددها الصادر يوم الإثنين 2 يونيو، عن مصادر قضائية إيطالية، أن قاضياً محلياً أعطى موافقة مبدئية على توقيف داود حال وصوله إلى الأراضي الإيطالية، بناء على مذكرتي توقيف دوليتين صادرتين من القضاء الجزائري. وتضيف الصحيفة أن تلك المذكرات لا تتعلق بأي جريمة جنائية أو أعمال عنف، بل تتصل مباشرة بمضامين رواية كتبها داود، اعتُبرت من قبل السلطات الجزائرية “مُخلّة” أو “معادية للدولة”.
الكاتب، الذي سبق أن أثار الجدل بمواقفه الجريئة المنتقدة للفكر المتشدد والسلطة القمعية في الجزائر، بات اليوم هدفاً مباشراً لملاحقة خارج الحدود، في محاولة لإخضاع الفكر الحر لمحاكمات سياسية متنكرة بلباس القانون الدولي.
الرباط: كواليس