ينهش الطير لحم القصيدة من جبهتي

د. خالد زغريت

صلبوني على صدر أمّي طويلا
فتّتوا للعصافير قلبي
انتحلتُ المدى جسدا
وتعمّدتُ في دمع أمّي ارتقيت رسولا
ودخلتُ عذوبةَ موتي
تورّدتُ قيثارةً في وداعة مرثيّتي
سرتُ وحدي
أنا المتغمّد رمح الصديقْ
وحنوّ الطريقْ
مولعاً بالتشرد تحت المطرْ
ذاهباً في ابتهال الحجرْ
تستبيح القصيدة في سدم الحلم مجد الظنونْ
سنبلاتٍ تفضّ بكارتها بسؤال العيونْ
عبثاً أتوحدّ في الغيم ماءً
فتنزفني الريحُ
هل كنتُ دمعاً على حجرٍ انهملْ
أم دماءً على قمرٍ 00 اكتملْ
يا سديم الطريق إلى أين
أضواء أغنيتي ذبلتْ
يا خناجرهــم كم رقصتُ عليها وغنّيتُ
يفتنني وطنُ في دمي فمشيتُ تزمّلتُ سيف السؤال بأعين أمّي :
أَمَا كان لحميَ مرّاً بطاولة البرلمان 00 ؟
أمَا زلتَ ترفعني قمراً للعزاءات بين وقار الحضورْ
تتفسّخ من إصبعي السموات الغريبة مغرمة بالبكاءْ
كنتُ وحدي بعزّ الهزيمةِ
كنت أضيء قرنفلة الجنّة الضائعةْ
في عيون ذئاب تصلّي لآلهة تتعثّر في دمها
كم أطارد ظلي فيتبعني
فرساً شارداً نحو برّ المراثي
أحاولكِ الآن يا أمّنا
دثّريني ببعض الضلوعْ
يا بنــي
تتهادى من الجرح أغنية الانتماءْ
فجناح تكسّره الريح تكمل منه أصابعها
ـ أمّــنا
ـ يا بنـيْ
آن للأعين الذاهلةْ
فوق شبّاكنا أن تبوحَ بلحن القصيدة خاتمة لدمي
أو تعيدَ مفاتن وجهي لكـــي
ينهش الطير لحم القصيدة
من جبهتـــي


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني