متابعة:نجيب مصباح
استقبل السيد عادل البراكات رئيس مجلس جهة بني ملال-خنيفرة، بداية بحر الأسبوع الجاري، السيد اهرو ابرو رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت والوفد المرافق له، حيث تم عقد لقاء مشترك بين ممثلي المجلسين تضمن تبادل الأفكار والانشغالات التي تهم المجلسين.
وتندرج هذه الزيارة، التي امتدت على مدى يومي 04 و 05 مارس الجاري، في إطار انفتاح مجلس جهة بني ملال-خنيفرة على باقي جهات المملكة لتبادل الخبرات و التجارب بين مجالس الجهات للاطلاع على مختلف المشاريع التنموية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي هذا السياق وتنفيذا لفقرات برنامج الزيارة تم تنظيم حفل استقبال على شرف وفد مجلس جهة درعة تافيلالت، كما قام هذا الاخير رفقة بعض اعضاء مجلس جهة بني ملال- خنيفرة وبحضور السيد الكاتب العام لعمالة اقليم ازيلال ورجال السلطة المحلية بأزيلال، بزيارة ميدانية لكل من متحف جيوبارك مكون ودار الزعفران وذلك صباح يوم الاربعاء 06 مارس 2024 حيث قدمت للوفد شروحات حول أروقة متحف الديناصور من طرف مديرة المتحف، وكذا شروحات حول المتنزه العالمي الجيولوجي جيوبارك مكون من طرف رئيس جمعية جيوبارك مكون، كما تم بدار الزعفران ازيلال المحدثة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حيث قدمت شروحات من طرف رئيسة تعاونية دار الزعفران حول قطاع الاقتصاد الاجتماعي التضامني بالإقليم.
وخلال الفترة المسائية قام وفد مجلس جهة درعة تافيلالت بزيارة كل من قطب الجودة بقطب الصناعات الغذائية، ومشروع مدينة المهن والكفاءات، و مكونات القطب الصحي المحدث من طرف مجلس الجهة في اطار تعزيز ودعم البنيات الصحية بالجهة. كما تمت زيارة المركز الفدرالي للتكوين في كرة القدمالمحدث من طرف مجلس جهة بني ملال-خنيفرة في اطار اتفاقية شراكة مع الجامعة الملكية لكرة القدم.
وفي ختام برنامج الزيارة تم عقد جلسة عمل بمقر الجهة بحضور كل من السيد الخطيب الهبيل والي جهة بني ملال- خنيفرة، والسيد محمد عطفاوي عامل اقليم ازيلال، و السيد عادل البراكات رئيس جهة بني ملال- خنيفرة، والسيد اهرو ابرو رئيس جهة درعة تافيلالت، بالاضافة الى أعضاء مجلسي الجهتين، ومدراء المصالح اللاممركزة والأطر الأطر التابعة لإدارتي الجهتين.
وخلال هذا اللقاء، أشار والي الجهة في معرض كلمته الى الطابع المشترك وأوجه التشابه بين جهتي بني ملال خنيفرة ودرعة تافيلالت، في عدة مجالات، خاصة قطاعي الفلاحة والسياحة اللذان يشكلان ركيزتان أساسيتان في اقتصاد هاتين الجهتين، مستعرضا المجهودات المبذولة على مستوى جهة بني ملال خنيفرة، لتثمين المنتوجات الفلاحية المتنوعة، ومبرزا الاكراهات المطروحة بسبب توالي سنوات الجفاف الذي أثر على القطاع الفلاحي وجميع الأنشطة المرتبطة به، مما دفع الى التفكير في جعل قطاع السياحية ركيزة أساسية الى جانب قطاع الفلاحة، لخلق المزيد من فرص الشغل وتعزيز الدينامية التنموية التي تعرفها الجهة. كما أوضح على كون الجهود اصبحت منصبة على مستوى الجهة لمواجهة إشكالية ندرة المياه من خلال إنجاز المشاريع المقتصدة للماء وإعطاء الأولوية للبرامج الهادفة الى تعبئة الموارد المائية وتوفير الماء الصالح للشرب وإرساء تنمية مستدامة تعود بالنفع على الساكنة بالجهة، مضيفا أن التشغيل يحظى بأهمية بالغة من طرف مختلف الفاعلين بهذه الجهة، من خلال تظافر الجهود من أجل اعتماد المبادرات الكفيلة بتشجيع الاستثمار وخلق المقاولة والأنشطة المحدثة لفرص الشغل. مشيرا في نفس السياق الى العناية الخاصة التي تحظى بها المشاريع الرامية الى فك العزلة وتقليص الفوارق المجالية والرفع من جاذبية الجهة وتقوية ربطها بمحيطها الجهوي، من خلال انجاز واقتراح مشاريع مهمة تمكن من تقوية ربط الجهة خاصة، بجهة درعة تافيلالت، لتسهيل وتأمين حركة التنقل وتقليص مدة السفر بين الجهتين، مما سيساهم في تمثين الروابط السياحية والاقتصادية بينهما والرفع من جاذبيتهما المجالية.
ومن جهته، أكد السيد عادل البراكات رئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة، على كون هذه الزيارة تعد محطة هامة في تعزيز ورش الجهوية المتقدمة، كما تعتبر محطة أساسية لتعزيز الروابط وتقاسم التجارب وتأسيس علاقة تعاون بناء ومثمر بين الجهتين، نظرا للعوامل المشتركة الثقافية والمجالية والجغرافية بين الجهتين و التي تعتبر حافزا كبيرا لعقد شراكات مهمة بين المجلسين، مستعرضا المؤهلات التي تزخر بها جهة بني ملال خنيفرة وكذا المجهودات المبذولة من طرف مجلس الجهة لتثمين هذه المؤهلات.
كما أوضح على انه في اطار الاختصاصات الموكولة للجهات، توفق مجلس الجهة في بلورة التصميم الجهوي لإعداد التراب الذي يعد وثيقة مرجعية تحدد التوجهات الاستراتيجية للتنمية المندمجة والمستدامة لمجالات المشاريع بالجهة : الدير، الهضبة، السهل والجبل، على مدى 25 سنة (2021-2045)، مضيفا على كون الجهة نجحت ايضا في إعداد برنامج التنمية الجهوية 2022-2027 الذي يغطي جميع المجالات ذات البعد الاستراتيجي لتنمية الجهة.
ومن جانبه، عبر رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت عن سعادته بحفاوة الاستقبال وبالفرصة التي أتيحت لأعضاء مجلس الجهة للقيام بهذه الزيارة التي مكنتهم من الاطلاع على مجموعة من المشاريع المهيكلة بجهة بني ملال خنيفرة، خاصة على مستوى ازيلال وبني ملال، معربا عن إعجابه بالمسيرة التنموية التي تعرفها هذه المدن على كافة المستويات. مبرزا على كون جهة درعة تافيلالت تعد امتدادا لجهة بني ملال خنيفرة من خلال التشابه الجغرافي والتاريخ والقرب، مستعرضا مجموعة من المعطيات المتعلقة بجهة درعة تافيلالت والمؤهلات الفلاحية والمجهودات المبذولة لتثمينها، وكذا المؤهلات السياحية والمعدنية التي تزخر بها، ومؤكدا على أن هذه الزيارة تعد فرصة لإعداد خارطة طريق استراتيجية للتعاون والشراكة بين الجهتين.
وفي سياق تدخله بالمناسبة، دعا السيد عامل إقليم ازيلال الى خلق شراكة بين مجلسي الجهتين من خلال فتح الطرق وتقوية الربط بينهما، مستعرضا مجموعة من المحاور الطرقية التي يجب التسريع بانجازها، والتي تربط جهة درعة تافيلالت بجهة بني ملال خنيفرة خاصة عبر إقليمي ازيلال وبني ملال، والتي من شأنها أن تساهم في تنمية المناطق السياحية التي تمر منها هذه الطرق وانفتاح ساكنتي الجهتين على بعضهما.
هذا وقد عرف هذا اللقاء تقديم عروض حول منجزات الجهة، ومختلف البرامج الاستثمارية، بالإضافة الى عرض شريط حول منتزه جيوبارك مكون، وتقديم البرامج الإلتقائية للتعاون بني الجهتين في مجال الطرق و البنية التحتية.
وفي ختام اللقاء تم التوقيع على بروتوكول تعاون وشراكة بين مجلس جهة بني ملال-خنيفرة ومجلس جهة درعة تافيلالت، من أجل إنجاز البرامج المندمجة لتعزيز الشراكة والتعاون وتطوير البنيات التجهيزية الطرقية وتقوية المجال السياحي والرفع من جادبيتهما المجالية، و دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والثقافة، والتكوين المستمر، وتنظيم الملتقيات الرياضية والفنية والمعارض البين جهوية،وتقاسم التجارب الناجحة في مختلف المجالات.