في يوم الثلاثاء، 30 يوليو، في مراسم أداء اليمين الدستورية في البرلمان الرجعي، أكد بزشكيان مرارا وتكرارا في خطابه على تنفيذ برامج “القائد المعظم” ووقع على وثيقة الاستسلام. بدأ خطابه في حفل أداء اليمين، كما في حالة تنفيذ مقام الرئاسة، بتحية خميني، وقاسم سليماني السفاح، ورئيسي الجلاد، مشددا “على متابعة السياسات التي أعلنها خامنئي“. كما أكد التزامه بدستور ولاية الفقيه وأشار إلى ما طبخ له الولي الفقيه في المستقبل.
خامنئي، سواء في مرسومه للتنفيذ أو في خطابه في حفل تنصيب بزشكيان، ذكره بعدة تعليمات، يمكن تلخيصها في كلمة واحدة: الخنوع! على غرار إبراهيم رئيسي! كما أتباع خامنئي هم الآخرون يحذرون بزشكيان باستمرار من الخروج عن الحدود المرسوم له، طالبين منه التركيز على المسائل الاقتصادية وتجنب الشؤون الثقافية مثل الحجاب وحجب الانترنت لتفادي المتاعب.
وفي مجال السياسة الخارجية، اتبع بزشكيان أيضا خامنئي وسياسة التضحية بقضية فلسطين، مرددا الشعارات التي يفضلها خليفة الرجعية، واستخدم أسلوب خامنئي لتحويلها إلى ساتر يهاجم من خلفه حقوق الإنسان.
أدت هذه التصريحات إلى تأييده من قبل الحرسي قاليباف، رئيس البرلمان الرجعي الذي أشار أيضا إلى دعم البرلمان الدمية لحكومة بزشكيان طالما “تم الالتزام بهذه المبادئ”.
خنوع بزشكيان للولي الفقيه واتباعه لكل الخطوط والأوامر التي يمليها عليه ودستور ولاية الفقيه يأتي في وقت يذكره فيه بعض أنصاره في الصراع والمعارك الانتخابية، بمصير الرؤساء الدمى السابقين، وينبهونه إلى عواقب المستنقع الذي وقع فيه.
وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة جهان صنعت (30 يوليو)، في مقال لها، إلى “المشاكل والأزمات التي وصلت إلى حد الانفجار دون مبالغة… وعرضت سفينة النظام لخطر الغرق”، ثم تخاطب الرئيس الديكور لنظام ولاية الفقيه كتوصية وعلاج، قائلة: “يجب اتخاذ إجراء عملية جراحية أساسية ومنقذة للحياة في الطريقة التي تدار بها شؤون البلاد على الساحتين المحلية والدولية، وقبل اتخاذ أي إجراء، يجب إزالة العقبات والحواجز التي كانت في طريق علاقات البلد مع العالم الخارجي لسنوات عديدة. يجب وضع حد للعزلة الطويلة الأمد والمكلفة والمؤلمة التي عانت منها البلاد، بخلاف ذلك، فإن أي وعود تقدم للشعب فيما يتعلق بحل المشاكل الاقتصادية لن يكون لها أدنى ضمان تنفيذي”.
ثم يحذر المقال بزشكيان من أنه “لن يكون هناك أكثر من خيارين”. الخيار الأول هو “إيجاد طريقة للتغلب على العقبات والحواجز الدستورية لنفسه وحكومته خلال فترة زمنية قصيرة، من خلال اللجوء إلى مجموعة متنوعة من الأساليب والخبرات التي اكتسبها من نقاط الضعف العديدة في طريقة إدارة البلاد حينما كان عضوا في البرلمان”. الخيار الثاني هو أنه إذا رأى أن “مساعيه لن تجدي نفعا ويطبخ الحصى، فعليه الإعلان عن عدم قدرته على عبور الحواجز والمشاكل الهيكلية والدستورية والعودة إلى مهنة الطب المقدسة بإذن من الولي الفقيه للنظام وهيئات صنع القرار الرئيسية الأخرى”!
ويبدو أن كاتب هذا المقال لم يسمع يمين الولاء لبزشكيان لهذه “العقبات والحواجز الهيكلية والدستورية” ولا يعرف أن الرئيس الجديد لولاية الفقيه قال ثلاث مرات أو تسع مرات إن مبدأ ترشحه في الحملة الانتخابية هو “الحفاظ على النظام” وأنه تمت الموافقة عليه وتأهيله كرئيس للنظام بقناعة صادقة والتزام عملي تجاه خامنئي.. ان الخادم الجديد الفقيه ليس على مفترق طرق، بل في مستنقع الخنوع، لا توجد طريقة أخرى سوى الغرق في قاع المستنقع.
وفي هذا المجال قالت السيدة مريم رجوي في كلمتها يوم 6 يوليو 2024 : “في الساعات الأولى بعد إعلان نتائج هذه الانتخابات أجبر خليفة الرجعية العاجز الرئيس الجديد صراحة على اتباع طريق الجلاد إبراهيم رئيسي علنا.
بالطبع، كان بزشكيان نفسه قد أكد بالفعل أنه ذاب في ولاية الفقيه.
لقد أوضح هو نفسه أن “إيماني هو أن أكون مخلصا للقائد”.
وأعلن مرارا وتكرارا أن قاسم سليماني “بطل قومي” وأكد:
“ليس من المفروض أن نغير المسار”
وتعهد بأنه يريد “تحقيق الأهداف التي ينصب عليها الولي الفقيه”.
وبعبارة أخرى، ما يأمر به خامنئي ويريده، فهو ملزم بتنفيذه.
وكرر مرة أخرى: “مهمة أي حكومة تأتي ليست تغيير القضبان. ليس تغييرا في الاتجاه. بل السير في نفس الاتجاه كما كان من قبل”، واصفا هذه السياسة بأنها “السياسة العامة” لخامنئي وخطته وشعاره لهذا العام.”
لذلك، مع الرئيس الجديد، لا يوجد تغيير في السياسات القمعية المثيرة للحرب والمعادية للوطن خارج حدود إيران.
وهذا هو نفس المسار الذي تم اتباعه في الماضي مع الجلاد إبراهيم رئيسي أو حسن روحاني المحتال اللذين من نفس القماش، وسيستمر الآن أيضا.”