شدد المشاركون في منتدى شباب الطريقة البودشيشية، على أهمية استحضار النسب الشريف لأمير المؤمنين، سليل الدوحة النبوية العطرة، الذي يشكل معيارا أساسيا لفهم طبيعة التضامن الإنساني المتجذر في رؤيته؛ والمستمد من الكرم النبوي والضيافة المحمدية ومكارم الأخلاق التي دعت إليها الرسالة النبوية، وشكلت جوهرها الأسمى.
على مدى أيام تنظيم منتدى شباب الطريقة، بمقر الزاوية القادرية البودشيشية، بمذاغ، من 14 إلى 16 شتنبر 2024، شاركت نخبة من العلماء والمفكرين الشباب، الذين نهلوا من معين التصوف، وأخذوا عن شيخ الطريقة البودشيشية، فضيلة الدكتور مولاي جمال الدين حفظه الله، ذلك الرافد الروحي الذي كان وما زال حاملاً لمشعل التضامن الإنساني والتعايش الحضاري، لسبر أغوار موضوع: ” التصوف ودبلوماسية التضامن.. المنجز والمأمول”.
وتناول المشاركون في هذا اللقاء العلمي أبعاد التصوف المتعددة في سياق تعزيز قيم التضامن، والأدوار الكبرى التي تلعبها الدبلوماسية التضامنية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، باعتبارها مبادئ أصيلة متجذرة، ووصولاً إلى أفق التصوف في زمن الذكاء الاصطناعي.
وتجلت في مداخلات الشباب الباحثين قيم عميقة ترسّخ الفهم الصوفي لمعاني التضامن، حيث برزت قاعدة أساسية لبناء مجتمع إنساني تسوده الرحمة والتكافل، في انسجام تام مع ما تعبّر عنه الرؤية الملكية المستنيرة، في الدبلوماسية التضامنية، تلكم الدبلوماسية التي تنطلق من عمق التراث الصوفي المغربي وتحرص على أنسنة السياسة الخارجية.
وانطلاق المشاركون من الإيمان بضرورة استحضار قيم التضامن والمحبة والإيخاء، واعتبارها الأس الهام في ترسيخ ممارسة تزكوية قائمة على المحجة البيضاء،
تماشيا مع التوجهات الملكية السديدة لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، في تبني خطاب إنساني قائم على التضامن والتكافل واحترام إنسانية الإنسان.
منوهين بالجهود الملكية الحثيثة، لإغاثة المحتاجين، وتقديم يد العون والمساعدة للإنسان في مختلف أنحاء العالم،
مستلهمين رؤيتهم من عراقة الفعل التضامني للطريقة القادرية البودشيشة.
وشددت توصيات اللقاء إلى أنه على غرار ما يقدمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من نموذج رائد في الدبلوماسية التضامنية، يدعو المنتدى إلى اعتماد هذا النهج في العلاقات بين الدول، وترسيخ القيم التضامنية الإنسانية العالمية.
ودعا التقرير العام للمنتدى إلى تعزيز التربية الصوفية على القيم في المناهج التربوية، بما في ذلك قيم الإحسان والرحمة والتضامن. هذه القيم لا تسهم فقط في بناء مجتمع متماسك، بل تساعد في الحد من الظواهر الاجتماعية السلبية التي تُنذر بتفكك النسيج الاجتماعي.
وشدد المتدخلون على أهمية تعزيز الرؤية الصوفية، ركيزة لبناء مجتمع عالمي متضامن، على اعتبار أن التصوف ليس مجرد ممارسة روحية، بل هو فلسفة متكاملة تُسهم في بناء مجتمع يقوم على التكافل والتعاضد؛ يوصي المنتدى بتعزيز نشر هذه القيم على نطاق عالمي، من خلال تبني دبلوماسية روحية تُعزز التعايش والتسامح بين مختلف الشعوب والثقافات.
ودعا المنتدى إلى العناية بالتراث الصوفي المغربي وإعادة قراءته في ضوء مقتضى الوقت، لما له من غنى قيمي إنساني نبيل، من حيث هو أداة فعّالة لمواجهة تحديات العصر، بما في ذلك التطرف والانتحار والتفكك الاجتماعي.
وختاما أكد شباب الطريقة على أن التصوف المغربي يُمثل طاقة متجددة تُغذي مسارات التضامن الإنساني، وترسخ قيم التعاون بين الشعوب، معربين عن أملنا في أن تظل دبلوماسية التضامن، التي يُجسدها جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مشعلًا يُنير درب العلاقات الدولية، ويعزز أنسنة السياسة الدولية ، لتكون المملكة المغربية نموذجًا عالميًا يُحتذى به في تعميق التآخي والتعايش.
شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني