شهدت الأجواء المشحونة بين إسرائيل ولبنان حلقة جديدة من التصعيد العسكري، حيث نفذت الطائرات الإسرائيلية ثلاث غارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وبالتحديد منطقة الغبيري. هذا التصعيد الذي جاء بعد دقائق من اختتام محمد عفيف، مسؤول الإعلام في حزب الله، لمؤتمر صحفي أكد فيه موقف الحزب من التطورات الأخيرة.
في موازاة هذه التطورات، أطلقت إسرائيل إنذارات لجميع السكان في المناطق المستهدفة، مطالبةً إياهم بمغادرة المباني بشكل فوري كإجراء احترازي. هذا التحرك جاء بعد إعلان حزب الله عن مسؤوليته الكاملة عن استهداف منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا السبت الماضي، في خطوة صادمة أضافت مزيداً من التوتر إلى الأجواء.
وبنفس الوتيرة التصعيدية، قامت قوات الجيش الإسرائيلي بالرد من خلال ضربات جوية مفاجئة، إلا أن الوكالة الرسمية للأنباء في لبنان لم تواكب هشيم الأحداث في سرد تفاصيل الانفجارات وآثارها المحتملة على المدنيين في المنطقة.
في المقابل، لم يقف حزب الله مكتوف الأيدي، إذ أطلق صواريخ عدة تجاه شمال إسرائيل، متسببة في إصابة ستة أشخاص بجروح خطيرة ومتوسطة بالمناطق المحيطة بكيبوتس نيوت مردخاي، وفقاً لمصادر إعلامية إسرائيلية. هذه الهجمات وردود الفعل السريعة شكلت ذروة تصعيد غير متوقعة، مستهدفة تعزيز مبدأ الردع بين الطرفين.
كما تضررت مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله من الهجمات الإسرائيلية، لكنها أكدت قدرتها على الوفاء بالتزاماتها تجاه المودعين رغم التعقيدات التي تواجهها في هذا السياق.
تجدر الإشارة إلى أن صفارات الإنذار انطلقت بشكل مكثف في مختلف أنحاء النهاريا والجليل الغربي، مشيرة إلى حالة من التأهب القصوى في جميع أنحاء إسرائيل واستعداد الجميع لاحتمالية تصعيد طويلة الأمد.
المشهد الحالي بين لبنان وإسرائيل يعكس حلقات متعاقبة من التصعيد العسكري الذي قد يحمل معه مخاطر اشتعال لنيران مواجهة شاملة، في ظل غياب مبادرات دبلوماسية فعالة لتهدئة الأوضاع واحتواء الأزمة المتفاقمة.