بدر سنوسي
لم يمر الاستعراض العسكري الذي نظمه الجيش الجزائري، بمناسبة الذكرى السبعين لثورة التحرير، مرور الكرام، إذ في الوقت الذي اثار الاستعراض موجة من الجدل والسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي، تسربت معلومات خطيرة جدا، تمحورت حول ما شهده الاستعراض من احداث مأساوية، تم التكتم عنها بتوجيهات من القيادة العسكرية، وامتناعها عن نشر أي معلومات بخصوصها.
وجاءت الاخبار، عبر حساب ” الجيش الحر الجزائري” في منصة “إكس” مفاده أن خمسة جنود مظليين لقوا مصرعهم خلال العرض نتيجة مشاكل تقنية حالت دون فتح مظلاتهم، مما أدى إلى سقوطهم المميت على الأرض، وحسب نفس المصدر، فقد شهد العرض أيضا حادثًا آخر أسفر عن وفاة ضابط بعدما دهسته دبابة من طراز T55 أثناء تأمينه لرصيف الاستعراض، إذ لم يتمكن سائق الدبابة من رؤيته.
وارتباطا بمهزلة الاستعراض العسكري في بلاد القوة الضاربة الإقليمية، خصصت قناة “فرانس 24” في نسختها الناطقة باللغة العربية، ليلة الثلاثاء الأخير، برنامجا تلفزيونيا، انطلاقا من بوابة الاستعراض العسكري الذي تم تنظيمه الجمعة 1 نونبر، وكانت الحصة تتمحور حول “الأسباب الحقيقية” التي دفعت الجزائر إلى تنظيم هذا الاستعراض، قام بتنشيط الحصة الصحفي التونسي حكيم بالطيفة، ومحللان لبنانيان الامر يتعلق بالدكتور أنطوان بصبوص مدير ” مرصد الدول العربية “والمحامي والمستشار القانوني في قضايا الهجرة باسم سالم.
وما اثار انتباه المتتبعين في تدخل الضيفين معا هو تطابق موقفهما من هذا الاستعراض العسكري الذي كلف خزينة الدولة، ميزانية ضخمة من مليارات الدولارات، حيث كان هناك اجماع على ان الاستعراض كان “يهدف أساساً إلى تخويف المعارضة داخليا” … كما أن عصابة السوء تريد قتل سياسة الحراك، وهي السياسة التي نادت بـ ” مدنية وليست عسكرية “، والهدف الوحيد يكمن في أن الجزائر تريد توضيح أن “كل شيء في قبضة السلطة العسكرية…”
الحوار الذي دار في قناة “فرانس 24” لسان حال وزارة الخارجية الفرنسية، كان مناسبة كذلك للحديث عن طبيعة السلاح الذي تم استعراضه، مشككين في فعاليته، من قبيل معدات عسكرية قديمة تجاوزها الزمن، أبرزها عربات “شيلكا” ا، التي يعود تصميمها إلى ستينات القرن الماضي، وكذا استعراض طائرات MIG-25، واستعمالها من قبل الجيش الجزائري، وصواريخ 300 S التي تعود للحقبة السوفيتية، ولم تبقَ أي دولة تملك هذه الطائرات المهترئة… ووصف المستشار القانوني باسم سالم – بالاختصار المفيد – ان الاستعراض العسكري كان بمثابة ” متحف على الهواء الطلق…”
ويبقى السؤال المحير، بالنسبة للمهتمين بالعلوم السياسية، الموجه أصلا الى عصابة الشر، انه إذا كان الاستعراض العسكري – كما يتم الترويج له – رسالة موجهة إلى بعض الأطراف الإقليمية، في إشارة للتقارب بين المغرب وإسرائيل، ففي اية خانة يمكن تصنيف زيارة ” كذبون – المنافق ” التي قام بها لدولة مصر، وهي أول دولة عربية مطبعة مع إسرائيل، وما هي دواعي زيارته لسلطنة عمان، وهو البلد التي تربطه بإسرائيل علاقات قوية، وتم فتح مكاتب تمثيلية في تل ابيب ومسقط، بل وسبق لحاكم عمان وان وجه دعوة رسمية لنتنياهو وزوجته لزيارة سلطنة عمان… فأكيد ان اليد التي صافح بها ” عمي تبون ” حاكم سلطنة عمان هي نفسها التي صافحت نتانياهو ورئيس الموساد يوسي كوهين ومستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن القومي ورئيس هيئة الأمن القومي مائير بن شبات. قف