المؤتمر 48 لقادة الشرطة والأمن العرب: مشاركة مغربية وازنة بقيادة محمد الدخيسي تعزز التعاون الأمني العربي

 

اختتم المؤتمر الثامن والأربعون لقادة الشرطة والأمن العرب أعماله في العاصمة التونسية، وسط حضور عربي ودولي رفيع، ومشاركة مغربية وازنة قادها السيد محمد الدخيسي، مدير الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني ومدير مكتب الأنتربول بالرباط، والذي عزز مكانة المغرب كفاعل محوري في التعاون الأمني العربي.

المؤتمر، الذي انعقد يومي 4 و5 ديسمبر 2024 برعاية وزير الداخلية التونسي خالد النوري، شهد مشاركة قادة الشرطة والأمن من مختلف الدول العربية، إضافة إلى حضور ممثلي منظمات دولية مثل الأنتربول، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ووكالات تابعة للاتحاد الأوروبي. وقد تميزت الجلسات بنقاشات معمقة حول التحديات الأمنية المشتركة، منها مكافحة الجريمة المنظمة، جرائم المخدرات، والاحتيال المالي الإلكتروني.

محمد الدخيسي، بصفته ممثلاً عن المملكة المغربية، قدم نموذجاً بارزاً للتعاون الأمني الفعال الذي يجمع المغرب بالدول العربية، مبرزاً تجارب المملكة في محاربة الجريمة المنظمة، مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن السيبراني. وقد أثنى المشاركون على المبادرات المغربية التي تتميز بدمج التكنولوجيا الحديثة وتطوير الكفاءات البشرية في المجال الأمني، مؤكدين أنها تعد نموذجاً يحتذى به في المنطقة العربية.

كما شهد المؤتمر إشادة بدور المغرب في إطار التنسيق مع الأنتربول والمنظمات الأمنية الدولية، حيث لعب مكتب الرباط دوراً مهماً في تسهيل تبادل المعلومات والخبرات بين الدول الأعضاء، ما يعزز من فعالية الجهود المشتركة في مواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود.

ناقش المؤتمر قضايا حساسة مثل مكافحة المخدرات، التي أكد المجتمعون أنها آفة خطيرة تهدد أمن المجتمعات واقتصادات الدول. وأوصى المشاركون بتكثيف الحملات التوعوية وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتجفيف منابع الاتجار بالمخدرات، وهو مجال يتصدر فيه المغرب جهود مكافحة هذه الجريمة بفضل مبادراته الأمنية الاستباقية.

فيما يخص الجرائم الإلكترونية، دعا المؤتمر إلى تحسين البنية التحتية للأمن السيبراني وتطوير كفاءات الأجهزة الأمنية للتصدي للاحتيال المالي الإلكتروني، وهو تحدٍّ يتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً مستداماً.

تمت إحالة توصيات المؤتمر إلى الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، والتي ستعمل على رفعها إلى الدورة المقبلة للمجلس. وقد تضمنت هذه التوصيات تعزيز برامج التدريب الأمني، تبادل المعلومات بشأن الأساليب الإجرامية المستجدة، وتنظيم حملات توعية عامة للحد من الجرائم الإلكترونية.

المشاركة المغربية بقيادة محمد الدخيسي لم تقتصر على تقديم المقترحات والمساهمات البناءة، بل شكلت محطة لتأكيد التزام المملكة بدعم التعاون الأمني العربي وتطوير آليات العمل المشترك في مواجهة التحديات المتزايدة. وقد أثبت المغرب مرة أخرى مكانته كفاعل رئيسي ومؤثر في الجهود الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.

بفضل النقاشات المثمرة والمشاركة الفعّالة من جميع الدول الأعضاء، خرج المؤتمر الثامن والأربعون لقادة الشرطة والأمن العرب بتوصيات هامة ستسهم في تقوية العمل الأمني العربي المشترك. ومن المؤكد أن الدور المغربي المتميز، بقيادة محمد الدخيسي، سيظل محورياً في متابعة وتنفيذ هذه التوصيات، بما يرسخ مكانة المغرب كركيزة للأمن والاستقرار في العالم العربي.

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني