الجزائر: لك الله يا بومرداس!!

بدر سنوسي
في الوقت الذي سكتت فيه الابواق المأجورة في بلاد العالم الآخر، عن فضيحة مأساة شهداء بومرداس في البحر المتوسط، ليلة 31 دجنبر 2024، بعد غرق قارب، كان على متنه 32 حراقا، انطلقوا من شاطئ ولاية بومرداس، بادرت كبريات الصحف الاسبانية والفرنسية والإيطالية، الى فضح عصابة الشر التي تكتمت عن الكارثة…
ففي ظروف قاسية، وعلى ظهر قارب صغير، يجري في موج كالجبال، خابت فجأة الآمال وبلغت القلوب الحناجر…ولم يسمع صوت 32 مواطنا جزائريا، انطلقوا من مدينة بومرداس، ولا صياحهم من الموت شيئا، وعندما غلبتهم أمواج البحر، غرقت أرواحهم في ملكوت بارئها، لتكون حصيلة الغرق 29 من بينهم امرأة حامل، مع زوجها، بينما طفت الأجساد الهزيلة لثلاثة متبقية منهم، من طول السباحة ومغالبة الموج، لتكتب لهم حياة جديدة في بلدهم الجزائر الجديدة لينعموا بالواقع الأليم وجحيم الفاقة والفقر والبطالة..
وسائل الاعلام الأجنبية، اشارت كذلك، الى مأساة أخرى تزامنت مع حادث بومرداس، وقعت في اليوم الأول من السنة الجديدة تفيد على غرق 5 اشخاص من عائلة واحدة تضم امرأة وأربعة من اطفالها لفضتهم أمواج البحر، في مشهد مؤلم، في شاطئ ولاية مستغانم…
ومن غرائب الصدف في بلاد القوة الثالثة عالميا، ان الضحايا ينتمون الى ولاية بومرداس، المدينة التي تحتضن سنويا، الجامعة الصيفية للبوليساريو، دأبت عصابة السوء تنظيمها، منذ أربعة عقود كاملة، بشاطئ ولاية بومرداس، خلال شهر غشت من كل سنة…ويكفي التذكير، -بلغة الأرقام – ان عصابة الشر تستقبل في الجامعة الصيفة لبومرداس، ما يقارب من 500 عنصر كل سنة، يتم خلالها إرسال تذاكر سفر لشرذمة عناصر البوليساريو المقيمين بالخارج، مدفوعة الثمن ، قصد حضورهم وإشراكهم في حفلات شاطئ بومرداس، في رحلة مليئة بالترفيه والأمسيات والسهرات، كما يتم إعطاء المشاركين مبالغ مالية تصل الى 500 دولار أمريكي للفرد الواحد، ناهيك عما يحدث من فضائح في خضم برنامج الجامعة.
وفي ظل النظام المتسلط والمتورط حتى النخاع في نهب الثروات واحتكار الفرص، يبقى السؤال المحير ماذا لو استغل – حكام الويل والشر – تلك الأموال التي يتم استنزافها من أموال الشعب، لصالح فئات من الشعب المقهورين، من الولاية نفسها (بومرداس) من اجل توفير بضعة دنانير على الأقل لضمان عيش كريم – قد الحال- عوض تكريس حالة اليأس والإحباط، وبالتالي التفكير في لحريك نحو الضفة الأخرى…
ويبدو جليا، ان المال العام في” بلاد الكراغلة ” أصبح مالا سائبا يُبَذّر سفاهةً بلا حسيب ولا رقيب، لا يهمها أرواح الشعب… همهم الوحيد معاداة دولة جارة اسمها المملكة المغربية الشريفة، بأية طريقة كانت حتى ولو كلفها الامر حرق ثروة وأموال الشعب الجزائري المقهور، واستمرار الطوابير، في دولة القوة الإقليمية العظمى- المزعومة -…ويستمر نزيف صرف الأموال الطائلة على قضية خاسرة بدعم جبهة إرهابية، بلغت الى أكثر من 600 مليار دولار، لتبقى بيوت العائلات المكلومة، حزينة والجروح عميقة والامهات موجوعة يبكون على فلذات اكبادهم ، في انتظار خرجة إعلامية جديدة لعمي تبون الابن البار لآمون، وبوبغلة… فكفى من النفخ في الأنانية المريضة التي أصبحت أضحوكة العالم….


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني