فيديو بوعشرين وعفاف برناني: الفضيحة التي لا تموت أو الحكم النهائي الذي عرى زيف الرواية

كان توفيق بوعشرين، الصحافي الذي تماهى لسنوات طويلة مع صورة المثقف المصلح، فارسا لا يشق له غبار في تقديم الدروس الأخلاقية والسياسية والاجتماعية للآخرين. كان يجيد فنون الإشارة والتلميح، ويبني هالة من التصوف على “قلمه”، كأنه يُملي على الآخرين من أبراج الحكمة العالية. لكن، ها هو الزمن يدور دورته، فيطيح بالرجل من عليائه، ويضعه أمام مرآة الحقيقة “عاريا” كما ولدته أمه، حيث لا مجال للتمويه ولا طلاء للمشاهد القبيحة.

ليس بالأمر السهل أن تكون مُلما بمَواطن ضعف البشر وتُصيرهم دروسا في كتابك الأخلاقي المفتوح، ثم تجد نفسك عالقا في “حيص بيص”، ضائعا في متاهات الفضائح، تكاد لا تجد لنفسك مهربا إلا بالكذب والتمويه. كان بوعشرين نموذجا لهذا السقوط المدوي، الذي لا يعكس فقط فشله الشخصي، بل يفتح باب التساؤل حول الأخلاق حين تتحول إلى مسرحية، والجريمة حين تتقمص رداء المظلومية.

قبيل اعتقاله وإدانته في قضية اعتداءات جنسية شنيعة على عدد من الصحافيات والموظفات بجريدته، كان بوعشرين قد أتقن دور المرشد الاجتماعي الذي يقتنص عيوب الآخرين ليقدمها دروسا للرأي العام. لكن ما كان مستترا خلف هذا الدور، ظهرت تفاصيله في المحاكمات: شهادات مؤلمة، ضحايا يتحدثن عن استغلال جنسي مهين، وسيدة متزوجة توفيت كمدا وغما على ما تعرضت له فوق كنبة بوعشرين، وسيدات ما زلن يحملن ذكرى الفعل المريع كما يحملن جرحا لا يندمل.

العدالة قالت كلمتها، وانتهى الكلام. بيد أن بوعشرين، بعد خروجه من السجن بعفو ملكي، اختار ألا يلتزم الصمت أو يراجع ذاته، بل خرج في إطلالات تحمل رسائل مشفرة، وكأنه يريد أن يعيد رسم الأحداث في مخيلة الناس على هواه ووفقا لروايته الشخصية، وكأن اعتقاله كان ظلما، وكأنه ضحية لنظام لا يتسامح مع “أصوات الحق.

في غمرة هذه الرسائل، اهتزت مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات التراسل الفوري، طيلة اليومين الأخيرين، على وقع شريط فيديو صادم انتشر كالنار في الهشيم. يوثق الفيديو لممارسات جنسية شاذة تجمع بوعشرين بعشيقته عفاف برناني، التي ادعت سابقا أنها لم تكن على علاقة جنسية معه، وأنه لم يقترب منها، وأن كل ما يروج، هو من “تلفيق المخزن”.

لكن الحقيقة لا يمكن أن تُوارى طويلا. ظهر الفيديو ليهدم روايتها، ويسقط آخر أوراق التوت عن المسرحية الهزلية التي حاول بوعشرين وبرناني تقديمها. مشاهد الفيديو كانت صادمة إلى درجة أن تفاصيلها تُستعصى على الوصف، لكنها كانت كافية لتُسقط كل أقنعة البراءة التي حاول الرجل ومحيطه الترويج لها، وتفتح صفحة جديدة في سجل الفضائح التي تلاحقه.

كان الأحرى ببوعشرين بعد مغادرته السجن أن يختفي عن الأنظار، أو أن يراجع نفسه بعيدا عن الأضواء، عله يجد خلاصا ذاتيا بعيدا عن الكذب المستمر. لكنه، للأسف، اختار أن يستمر في لعب دور الواعظ المصلح، متناسيا أن الأفعال هي المرآة الأصدق للرجال، وأن الجرائم التي ارتكبها في حق ضحاياه ليست مجرد لحظة عابرة، بل أفعالا “تزلزل عرش الرحمان”.

الفيديو الأخير كان بمثابة الحكم النهائي للرأي العام، الذي لا يمكن تزييفه أو مغالطته طويلا. إنه شهادة جديدة على أن السقوط الأخلاقي لا يُمحى بالكلمات، وأن من يتقمص دور القداسة دون استحقاق، سيجد نفسه يوما مكشوفا أمام الجميع.

لقد علمنا التاريخ أن الاعتراف أول الطريق للنجاة، وأن التمادي في تزييف الحقيقة لا يزيد الأمور إلا سوءا. ربما على بوعشرين أن يدرك أخيرا أن الحقيقة لا تُدفن، وأن القلم الذي حمله يوما ليكتب عن أخطاء الآخرين، صار اليوم شاهدا على سقوطه المريع، الذي لم يعد مجرد حادثة، بل درسا مليئا بالحكمة والعبر.

قد يظن البعض أن الحكاية انتهت، لكن ما وقع لتوفيق بوعشرين يظل شهادة على أن النفاق الأخلاقي لا يدوم، وأن العبرة الحقيقية ليست في سقوطه وحده، بل في ضرورة الانتباه إلى من يتقمصون دور المصلحين بينما أفعالهم تهدم كل ما يدعون إليه. إنها دعوة إلى التأمل، وإلى وضع الأفعال قبل الكلمات، لأن الكلمات مهما بدت عظيمة، تظل عاجزة عن تبرير الجرائم التي ترتكب في الخفاء.
بقلم: محمد البودالي


تعليقات الزوار
  1. @أستاذ من أكادير

    الله يعطيك الصحة يا ودي يا الاستاذ محمد البودالي ـ والله إنك تعرف كيف تجبد للمجرمين أودنهم

  2. @Nabil

    Bravo pour ce texte élogieux franc et succinct. Ce minable s est toujours érigé en donneur de leçon aux autres. Il se croit que avec ses écrits il est plus cultivé que le reste. Et avec un diplôme péniblement arraché de littérature il a fait des études que personne d autre n à fait. Alors su il s’agit de discipline d apprentissage par cœur et de récitation HFAD WA ARAD. Je le déteste à un point que personne ne peut imaginer avec les deux autres délinquants Radi et l’homosexuel raissouni

  3. @هشام

    السيد محمد البودالي رجل والرجال قليل، وسلوكات توفيق بوعشرين التي قام بها غير مقبولة في الوسط الإعلامي، بحيث تجلت فضائحه في تراجع مصداقية أعماله وكتاباته، لأنه إنتهك معايير الأخلاق في الإعلام وأهمية احترام حقوق النساء في كل المجالات ويجب عليه مواجهة العدالة على الظلم و الاعتداء الذي مارسه على ضحياه

  4. @أستاذ من أكادير

    إيــــــــــــــــــــــــــوا إن متـــــــــــــــــــــى سيمثل المجرم الخائن الفتان الكذاب المدعو حميد المهداوي ليحاكم مرة أخرى بما ارتكبه ولا زال يرتكبه من شتى جرائم القذف والتشهير في حق المملكة المغربية التي قــــــــــــــــــال عنها بالأمس على أنها مملكة الألم وفي حق الدولة لتي قال عنها بأنها دولة الرعب ، وفي حق الملك الذي قال عنه الجرم بأن الملك عندو 100 قصر فين جــــــــــــــاتو ، وعلى العكس من هذا لم يتردد الخائن في امتداحه لبشار الأسد الذي قــــــــــال عنه الخائن بأنه يسكن في مسكن بسيط ما شي كاع قصر، وهنا يتراء للمتتبع بأن الخائن يضرب في الملك وفي نفس الوقت يقول بأنه ملكي وهذا النفاق المفضوح المخزي ذكرني في المجرم الإرهابي ألكولونيل أمحمد عبابو السفاح الخائن الذي قاد انقلاب الصخيرات وارتكب مجزرة رهيبة في حق المدنين العزال الأبرياء الآمنين وفي حقك كبار الضباط الكبار وهو يقول عاش الملك وقتل بدم بارد حتى صديقه وقائده الجينيرال المذبوح المشارك معه في عملية الانقلاب ، وهو يصيح أي الإرهابي أمحمد عبابو ويقول عاش الملك .
    وهنا لابد من الرجوع إلى الخائن المهدوي المجرم الذي يقول ذبا ونفاقا على أنه ملكي وهو يضرب في الملك بأقوله الإجرامية ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي : :
    قـــــــــــال المجرم المهداوي بأن الزفزاتفي ومن معه ليسوا بمجرمين ولا يحق للمخزن أن يقبض عليهم ولا أن توضع في أيدهم الأصفاد ، وأما المجرم الحقيقي هو الإمام والوزراء هم المجرمين الحقيقيين الذين يجب القبض عليهم و أن تصفد أيديهم ، ووزير الأوقاف توفيق هو الذي يجب أن تصفد يداه ويغط وجهه ويرمى به في السجن ، و قـــــــال عاش الشعب وتحية للزفزافي ويسقط العيـشـة ،وقــــــــــــــــــــال المجرم المهداوي زورا وظلما وعدوانا بأن الملك عنده 100 قصر والناس ما عندها شاي ، وعلى العكس من هذا قـــــال المجرم المهداوي الخائن وهو يمتدح السفاح بشار الأسد بأن هذا الأخير يسكن في مساكين ما هي كاع قصر ـ وقــــــــــــــــــال المجرم بأن المغرب ما هو دولة ، وقــــــــــال المجرم بأن المغرب دولة الرعب ، وقــــــــــــــال المخزن عاطي الموطنين بالظهر ولهذا والله شي واحد ما بغي هذا الوطن ، وقـــــــــال المجرم بأن من يقول المغرب أولا قبل فلسطين هم أولاد الحرام المقطرين وهم بني صهيون وفـــــــــــال المجرم بأن كل من انتقده فهو والد الحرام وفاسد
    وقـــــــــــــال أيضا بأن المغرب مملكة الألم وزيد وزيد على هذا وأكثر من هذا ، فتبا لهذا المجرم الوقح المتغطرس المسمى المهداوي .
    وقال المجرم المهداوي الخائن ،
    في أحـــــد فيديــــــــــــــــوهات المحاور قــــــــــــال العماري إلياس أنا رئيس الجهة وعلي أن أصلي مع الملك في تطوان ، فقال له الخائن المجرم المهداوي وش الملك ماجاتو صلاة الجمعة في تطوان غير هذاك النهار اللي فيه الحراك في الريف ، ورد العماري على الخائن المهداوي بالقول : راه 3 اشهور ألملك في تطوان بالريف ، قال الخائن المهداوي علاش الملك مايمشي يصلي الجمعة في تارودانت عند الشوباني ويرجع قال له إليس هذا ما يمكن إمشي ملك يصلي الجمعة في تارودانت ويرجع لططوان .
    وزيد ، وزيد ، وزيد … إلخ

  5. @معلق

    يبدو انا كاتب المقال ما زالت تؤلمه مؤخرته مما تعرض له من طرف الصحافي توفيق بوعشرين او انه ولد على كنبة توفيق بوعشرين

شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني