هشام جيراندو.. تاجر الوهم الذي باع براءة الطفلة وجنى المال على أنقاض عائلته

حين تتجاوز الأنانية حدودها، وتصبح حتى الطفولة ورقة للمقامرة في لعبة الابتزاز والتشهير، نعلم أننا أمام نموذج فاضح للنصب والاحتيال، لا تحركه مبادئ ولا تربطه قيم.

هذه ليست مبالغة، بل واقع يكشفه ملف الطفلة القاصر التي وجدها المخزن أكثر استحقاقًا للحماية من أقرب الناس إليها، بعد أن استغلها هشام جيراندو، خالها، في جرائم دنيئة، دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو الندم.

المفارقة أن من يبيع الأوهام عن “الحرية” و”حقوق الإنسان” كان أول من داس على براءة الطفلة، محولا إياها إلى أداة في مخططاته القذرة لجني الأموال عبر التشهير والابتزاز. بينما كانت الدولة أكثر إنسانية مما يدعيه هو وأمثاله، حين قررت حمايتها وإبعادها عن بيئة تجرها إلى الهاوية.

بعيدا عن الدموع التي انهمرت داخل المغرب، هناك في كندا يظهر هشام جيراندو بابتسامته المتكلفة، متظاهرا بالبراءة وكأن شيئًا لم يكن، وكأنه لم يورط عائلته بأكملها في المتابعة القضائية. لا إحساس بالذنب، لا اعتراف بالمسؤولية، فقط محاولات مستمرة للتنصل مما اقترفت يداه. لكن هذه طبيعة المحتالين، لا يبالون بالضحايا الذين يسقطون في طريقهم، ما دام المال يتدفق والمشاهدات ترتفع.

اليوم، تتضح الصورة أكثر من أي وقت مضى. من جهة، هناك نظام قانوني يسير وفق إجراءات واضحة لحماية الحقوق ومعاقبة الجناة. ومن جهة أخرى، هناك شخص استغل أفراد عائلته، ثم تخلى عنهم في لحظة الحقيقة، تاركا وراءه ضحايا يدفعون الثمن وحدهم.

القضية ليست مجرد اعتقال أو محاكمة، بل درس واضح: الشعارات لا تصنع الأخلاق، ومن يتاجر بالمآسي لكسب الأموال سرعان ما ينكشف، ولو بعد حين. والمخزن، الذي طالما حاول جيراندو شيطنته، أثبت في النهاية أنه أكثر رحمة وحرصا على حقوق الطفلة من أقرب الناس إليها.

 

 

 

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني