فضيحة مدوية.. حزب العدالة والتنمية يستضيف داعماً للبوليساريو في قلب مؤتمره الوطني التاسع

 

في خطوة أثارت موجة استنكار عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، أقدم حزب العدالة والتنمية، اليوم السبت ببوزنيقة، على استضافة الموريتاني محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمره الوطني التاسع، رغم أن الرجل يُعد من أبرز الوجوه التي جهرَت علناً بدعمها لأطروحة البوليساريو الانفصالية.

قرار استضافة ولد الددو، المعروف بمواقفه العدائية تجاه السيادة المغربية على صحرائه، فجّر سجالاً واسعاً بين النشطاء المغاربة الذين اعتبروا أن “البيجيدي” قدّم الولاءات الإيديولوجية على حساب الثوابت الوطنية.

وانتقد كثيرون ما وصفوه بـ”سقوط أخلاقي وسياسي مدوٍّ”، حين سمح الحزب المنهار شعبياً بأن يعتلي منصة مغربية من يعادي الوحدة الترابية للمملكة، دون أي اعتبار لدماء الشهداء المغاربة الذين قضوا دفاعاً عن الصحراء ضد عصابات البوليساريو التي يدعمها المدعو ولد الددو.

وتساءل العديد من المتابعين بمرارة: كيف سمحت السلطات بدخول شخص إلى التراب الوطني، معروف بمواقفه المناوئة للمغرب؟ فيما رأى آخرون أن احتواء الخصوم قد يكون جزءاً من مقاربة مغربية ذكية، تقوم على الانفتاح بدل الإقصاء، دون أن يخفوا استهجانهم لطريقة استغلال البيجيدي لهذه “المرونة” بشكل يتناقض مع الشعور الوطني الجامع.

وسبق لولد الددو أن أثار الجدل في أواخر سنة 2020، عندما هاجم المغرب بشدة، متهماً الرباط وواشنطن بالتآمر على حقوق الصحراويين، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه.

وخلال مشاركته آنذاك في ندوة بعنوان “التطبيع من منظور شرعي”، أطلق ولد الددو تصريحات مسيئة للمغرب، معتبراً الاعتراف الأمريكي “تنازلاً لا قيمة له”، ومشبهًا إياه ببيع أراضٍ على سطح القمر، مستعرضاً مفاهيم دينية خارج سياقها للدفاع عن الانفصاليين.

ورغم ذلك، لم تجد هذه الإساءات آذاناً غاضبة وسط قيادات حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للبيجيدي، التي فضلت آنذاك التزام الصمت وعدم الرد، مما زاد من حجم الشبهات حول التقاطع الإيديولوجي بينها وبين بعض مواقف ولد الددو.

اليوم، وفي ظرفية سياسية دقيقة، تعود هذه العلاقة للواجهة لتضع “البيجيدي” مرة أخرى في مرمى سهام النقد الوطني، متسائلين: هل فقد الحزب فعلاً بوصلة الالتزام بثوابت الأمة مقابل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من شرعيته السياسية المتآكلة؟

 

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني