علي أعراس.. سجين الإرهاب السابق يعود لطلب السلاح ضد المغرب من قلب إسبانيا

مرة أخرى، يعود اسم علي أعراس إلى الواجهة، ليس باعتباره سجينا سابقا في قضايا الإرهاب، وإنما كفاعل مباشر في إطلاق تصريحات عدائية خطيرة ضد المغرب. الرجل الذي سبق أن أدين بجرائم مرتبطة بالإرهاب والإمداد بالسلاح ضمن ما يعرف بجماعة المجاهدين، خرج هذه المرة من مدينة جيرونا الإسبانية ليكشف عن وجهه الحقيقي، داعيا السلطات الإسبانية علنا إلى تزويد انفصاليي ما يسمى بـ“الحزب الوطني الريفي” بالأسلحة والذخيرة لمهاجمة المغرب واستهداف مصالحه الاستراتيجية.

هذه التصريحات ليست مجرد زلة لسان أو اندفاع عاطفي، بل تعكس بوضوح استمرار نفس العقلية الإرهابية التي حكمت مسار علي أعراس لسنوات. الرجل لا يتحدث عن رأي سياسي أو موقف حقوقي، وإنما يطالب بوسائل حرب مدمرة، بما يعني أنه يهدد بشكل مباشر سيادة المغرب وأمنه واستقراره. الأكثر خطورة أن هذه الدعوة لم تكن في عزلة أو فراغ، بل جرى تبنيها من طرف شرذمة من الانفصاليين المحسوبين على الحزب المزعوم، بمباركة بعض عناصر البوليساريو والجزائريين الذين يحاولون بأي وسيلة تحويل التراب الإسباني إلى منصة لمعاداة المغرب.

اللافت أن هذه الدعوة الإرهابية تتزامن مع سياقات إقليمية مشحونة، حيث لم يعد خافيا أن بعض الأطراف تستعمل الورقة الانفصالية في شمال المغرب كما استعملتها لسنوات في الجنوب مع البوليساريو، ضمن استراتيجية فاشلة تهدف إلى إضعاف المغرب وتشتيت تركيزه على قضاياه الكبرى. لكن الواقع أن هذه الأساليب لا تزيد إلا من تعزيز التلاحم الوطني والوعي الجمعي بأن المؤامرات الخارجية، مهما تنوعت، تسير نحو الاصطدام بجدار صلب اسمه المغرب.

من الناحية القانونية، فإن تصريحات علي أعراس تدخل بشكل صريح ضمن خانة التحريض على الإرهاب، وهو فعل يعاقب عليه القانون الدولي قبل القانون الوطني، ويضع السلطات الإسبانية أمام مسؤولية مباشرة. فكيف يمكن لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، موقعة على مختلف المواثيق الدولية لمكافحة الإرهاب، أن تتغاضى عن دعوة علنية لتسليح جماعات متطرفة تستهدف بلدًا جارا وشريكا استراتيجيا مثل المغرب؟

إن خروج أعراس من السجن لم يغير من طبعه شيئا، بل جعله أكثر جرأة على المجاهرة بمخططاته الإجرامية، وهو ما يفرض على المجتمع الدولي، وعلى مدريد تحديدا، أن تتحمل مسؤوليتها كاملة، لأن أي تساهل مع هذه الدعوات سيُقرأ باعتباره تواطؤا أو إقرارا ضمنيا بتحويل التراب الإسباني إلى منصة لتمويل الإرهاب وضرب الاستقرار في المنطقة.

المغرب الذي راكم تجربة مشهودا لها في مكافحة الإرهاب والتطرف، ونسج شراكات دولية قوية في هذا المجال، سيظل يتعامل مع هذه التهديدات بالصرامة والجدية اللازمتين، دفاعا عن أمنه القومي، وصونا لاستقراره. أما علي أعراس وأمثاله، فلن يكونوا سوى أدوات صغيرة في مخططات أكبر، محكوم عليها بالفشل أمام وعي المغاربة والتفافهم حول ثوابتهم الوطنية.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني