الشعب المغربي يرد بقوة على دعاة مقاطعة المباريات

السعيد بنلباه

خرج آلاف المغاربة مباشرة بعد انتهاء ضربات الجزاء التي منحت الأفضلية للمنتخب الوطني على نظيره الفرنسي، وبالتالي التأهل إلى نهائي كأس العالم المقام بدولة الشيلي، إلى الشوارع في مختلف المدن المغربية.
احتفالات صاخبة، تجمعات عفوية وثابتة وأخرى متحركة، سيارات تجوب الشوارع والعلم المغربي يرفرف عالياً، فيما الحناجر تصدح فرحاً وفخراً بهذا الإنجاز التاريخي.

هذه الاحتفالات العفوية كانت ردّاً صريحاً وعفوياً على دعاة الفتنة والتخريب، سواء الذين يعيشون بيننا داخل الوطن أو أولئك الهاربين خارجه، والذين لم يتوقفوا يوماً عن الإساءة للوطن ولمؤسساته، بل حتى لرموز المملكة.
وقد شكل جنوح احتجاجات ما يُعرف بـ”جيل زد” عن المسار الذي خُطط له مسبقاً، فرصة لهؤلاء الخونة “الطوابير” للخروج من جحورهم ومن خلف شاشات حواسيبهم، في محاولة يائسة لبثّ الفوضى والتأثير على شباب المغرب.

المتتبع لخرجات هؤلاء، سواء في تدويناتهم أو عبر شرائط الفيديو، أو في اللقاءات التي يعقدونها على منصة “الديسكورد” لتوجيه وتحريض بعض الشباب، يلاحظ بسهولة تكلّس عقلياتهم وتحجّر أفكارهم، إذ ما زالوا يسبحون في بحر 20 فبراير 2011، غير مدركين أن مغرب 2025 تجاوز بأشواط تلك المرحلة من حيث الوعي، والنضج، والمكتسبات.

ويكفي التذكير بأحد الشعارات التي كانت تردّد آنذاك: “آش خصّك العريان؟ TGV آ مولاي!”، كناية عن رفض مشروع القطار فائق السرعة.
واليوم، يعودون بنفس الخطاب القديم: “قاطعوا مباريات المنتخب”، “لا نريد كأس إفريقيا”، “لا نريد تنظيم كأس العالم”، “لا نريد ملاعب!”
نفس العقلية، نفس العدمية، ونفس الانفصال عن الواقع.

ولعل تخبط هؤلاء وانحدارهم إلى أدنى المستويات عبّر عنه أحد الخونة الهاربين، المسمّى “هشام شارم”، الذي كتب قبل ساعات من مباراة المغرب وفرنسا تدوينة قال فيها إن “النتيجة محسومة في الكواليس كما حدث في قطر، وإن المنتخب المغربي ممنوع عليه الفوز على فرنسا بحكم معاهدة إكس ليبان”!
هل هناك سقوط أغرب من هذا؟

الواقع أن المغاربة ردّوا بالفعل قبل القول: نزلوا إلى الشوارع، رفعوا الأعلام، وغنّوا باسم الوطن.
بينما الخونة لا يملكون سوى الصراخ خلف الشاشات، في عزلة كاملة عن نبض شعبهم ووطنهم الذي يسير بثبات نحو المستقبل.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني