مروان زنيبر *
أفادت تقارير غربية ان السلطات في الجزائر تسارع الزمن من اجل قطع الطريق على ” الاخوان” في الاستحقاقات المقبلة، واضعاف مكانة الإسلاميين في المشهد السياسي… علما ان نفس التقارير اكدت ان ” الحركة الإسلامية في بلاد القوة الضاربة الإقليمية، تحاول اليوم ابداء رغبتها المفترضة في إثارة شعارات جديدة تعيد إحياء خطوط الصدع الأيديولوجي الموروثة من التسعينيات…خاصة وان كل المؤشرات تظهر بان الحركات الإسلامية – التي برزت خلال الحراك الشعبي ب – تنتظر الفرصة للظهور مجددا بقوة في الشارع الجزائري.
وسبق وان حذر تقرير نشرته صحيفة” لوموند “الفرنسية، من أن هناك مخاوف متصاعدة في الجزائر من تعاظم حجم الإسلاميين داخل الحراك الشعبي، ما بات يهدد بإحياء جراح العشرية السوداء، التي لم تلتئم بعد، وفق تعبيره.
وتتابع التقارير أنه” في قلب التوترات تكمن حركة ” رشاد” التي تأسست في عام 2007 في أوروبا، من قبل كوادر سابقة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي سقط بعض مناضليها في الكفاح المسلح اثناء فترة العشرية السوداء، وهي حركة معروفة بمعارضتها المبدئية لنظام الحكم الذي تمخض عن انقلاب 11 يناير 1992، وهي تهدف بالأساس انهاء حكم الاستبداد والفساد في البلاد… ولها اتباع من النخب- تعمل في صمت من داخل البلاد – وهي واحدة من القوى المنظمة الوحيدة للحركة الإسلامية التي صنفها النظام العسكري ضمن المنظمات الإرهابية.
وبحسب نفس المصادر، فقد ظهرت شعارات مؤخرا في الشوارع مثل” أجهزة المخابرات الإرهابية” أو” نعلم من قتل في التسعينيات“، في إشارة إلى الدولة، إضافة الى إطلاق حملة غير مسبوقة على مواقع التواصل الاجتماعي في 22 مارس الماضي، يوم ضد نسيان ضحايا الإرهاب: تحت وسم # منسيتش # (” لم ننس“) في إشارة إلى ما حصل من عنف في عقد التسعينيات من القرن الماضي.
وحسب متتبعين للشأن السياسي في الجزائر، فالأمور تكون قد تغيرت في فترة ال ” تبون” وما طال من تزوير في الانتخابات السابقة… فعهد استقطاب الأحزاب بمختلف مشاربها – بما فيها الأحزاب المنتمية للتيار الإسلامي – قد ولى، اذ بإمكان لبعض الأحزاب الصغيرة العمل من داخل السلطة من قبيل تشكيلتان إسلاميتان صغيرتان معروفتان، هما حركة الإصلاح وحركة البناء، إضافة الى حزب حركة النهضة وهو حزب إسلامي موالي للسلطة منذ نشأته…
والى جانب قوة حركة ” رشاد ” يبقى الاستثناء كذلك حاضرا بقوة في المشهد السياسي المقبل، باعتبار ان التخوف من المد الإسلامي حقيقي وليس وهمي، وان مؤشرات انهيار علاقة الود بين “إخوان الجزائر” والسلطة برزت للعيان، بعد ارتدادات الحراك الذي جعل العديد من الأحزاب تعيد حساباتها…
هذا ويستبعد – بشكل لا يدعو الى الشك – استمالة قوة حركة مجتمع السلم، (حمس) كأكبر حزب إسلامي معارض رئيسي في البرلمان الجزائري، وهي حركة تتبنى فكر جماعة الإخوان المسلمين، ويكفي ما حققته “حمس” في سنة 1997، من مفاجأة كبيرة في الانتخابات التشريعية عندما حازت المرتبة الثانية بفوزها بـ 69 مقعدا، وهو رقم سمح بالرفع من عدد حقائبها الوزارية… إضافة الى حزب جبهة العدالة والتنمية (القوة السياسية الاسلامية الثانية) الذي يعتبر من أكثر الأحزاب تطرفا…
مهتم بالقضايا المغاربية*