لغة الأجداد النجديين نسخة موضبة

 

بقلم : محمد حسيكي

 

اللغة هي اللسان المنطوق بالقراءة والكتابة، علاقتها مع الأجداد علاقة قراءة وكتابة من الكتاب المقدس، وعلاقة اللسان من اللغة، علاقة متواترة بالتوارث أبا عن جد، ومتجدد من بنين وأحفاد .

لغة الأجداد :

اللغة التي يجدر الحديث عنها من هذا الباب، لغة العرب التي حافظت على لسانها الشفاهي، من ما قبل الاختلاط اللغوي، لعوامل اجتماعية وتواصلية من المبادلات التي اكتسحت كل المجالات، بالانسيابية اللغوية من زمن المحافظة إلى زمن الانصهار اللساني، الذي ينجر من لغة العقل العلمية، إلى لسان السماع الجاري بالفطرة الناطقة .

لسان العرب :

اشتهر العرب من اللسان بالفصاحة، وعرفوا عهد اللغة بالبلاغة، وعهد المدونين وجدوا لسان العرب يجري على الشفاه بالنظم، من بيت الحكمة. وهو يعني أن لسانهم المتكلم من الدين، وليس شعرا من اللغة .

وعهد ظهور اللغة نثرا، ظهر الشعر إلى جانب النثر، وحافظ العرب بالتواتر على لسانهم من النظم، واعتبره المدونون ثقافة لسانية ناطقة من حياة العرب، اشتهر منها عرب ثقيف .

لغة العصر الإسلامي :

العصر الإسلامي هو عصر الفصل في اللغة، بين المنثور والمنظوم، عن لغة الشعر الموزون، لذلك، اعتبر المدونون لغة العرب لما قبل الإسلام شعرا، ولغة الدين الإسلامي لديهم نثرا، ولسانهم نظما .

ومن الامتداد الديني وصلت اللغة العربية قراءة وكتابة إلى المغرب، من النثر والشعر، والنظم، ومن طرائف التاريخ الإسلامي في البلاد المغاربية، أن الدولة الموحدية، كي تدمج المجموعة البشرية من عطاءاتها في الإسهام الفكري نظما، أسست جامع – تنمل – من الأطلس الكبير، وهو خاص بالمنظومات اللغوية، على نحو منظومة الأجرومية، عن قراءة القرامطة، البويهيين من لغة سيبويه، وكذا المنظومات الفقهية، وما إلى ذلك من الهمزيات واللاميات اللغوية، التي تميز أهلها بالنظم، وهو الأقرب إلى الذهن، بل أسهل قراءة وأيسر حفظا من النثر .

لذلك نجد إسهامات الأجداد في اللغة، تجمع في اشتقاقها اللغوي، بين النثر الفني، والشعر الموزون، ونظم المتون، وفقه مخارج اللغة، بالتجويد الصوتي من الحرف والنطق اللساني .

لسان العرب من اللغة :

نخلص من اللغة، اللسان المندثر نطقا لا كتابة، الذي جلب الاسماع على الصغر، من تردداته على لسان الأهالي نطقا، قبل أن نخصه بالحديث قراءة، واللسان يهم لغة الأجداد، التي وصلنا منها نزر يسير بالتواتر اللساني، المتوارث من حياة جماعة المجتمع .

ومن مفاد اللغة اللسانية، التي سادت جارية على لسان الأجداد، مثل من اللسان الناطق باللغة، كالقول على طرف لسانهم بحثا عن شخص : ما رأيت فلان? فيجيب المخاطب : ما ريت(ه) قط، جواب قطعي .

وحين يراه، يحق النطق باللغة من الطرح، ما رأيت فلان? فيكون الجواب : ريت بالحق: ومحل حذف الألف، بين الراء والياء محذوف كتابة ونطقا، من الجواب اللغوي على حرف ما الاستفهامية، من الكلمة المسبوقة ما رأيت !

وحتى في عهد التغني بالشعر الدارج المغنى، على الأمواج الإذاعية من المذياع المغربية، ينشد المغني من عهد قريب على لسان الناطق البعيد

أش، قديت وا)، يا الحساد * منين جاء الحبيب، وريت(ه) .

وعهد صلة لغة الحاضر بالماضي، صار يجري تحديث اللسان الشفاهي بالتتابع جيلا عن جيل، بين البنوة والأبوة، من القول: ما شفت (ه)، ما ريت (ه)، ومن لسان العرب الأولى أنها تنطق بالفصاحة، وتعبر بالبلاغة .

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني