نظرية المؤامرة.. سيكولوجيا الوهم الذي يلاحق النظام الديكتاتوري في بلاد العالم الآخر!!
بدر سنوسي
بعد الاتهامات الغريبة الموجهة من النظام الديكتاتوري البليد اتجاه للمملكة المغربية، والتي شملت الحرائق والجفاف والطوابير والمياه واتهام عمال البناء بالجواسيس، ومؤامرة قميص النهضة البركانية وكواليس لقجع في الكاف…ظهرت في الأفق مؤامرة جديدة – في بلاد القوة الضاربة والقوة الثالثة عالميا، والتي لا يمكن اختراقها بسهولة- مفادها ان المغرب في سابقة من نوعها يقف وراء اضراب طلبة العلوم الطبية، ويقوم بالترويج لمنشورات تحريضية…
وبخصوص هذا الاتهام، تداولت بعض وسائل الإعلام الجزائرية مزاعم تفيد بما سمته “المخزن المغربي” عن وقوفه وراء إضرابات طلبة الطب، ومنها جريدة الخبر لسان حال المخابرات الإرهابية التي أطلعتنا يوم الثلاثاء 12 نونبر على خبر تحت عنوان ” المخزن يحاول استغلال اضراب الطلبة لخلق الفوضى في الجزائر ”
وجاء في هذا الخبر الغريب – الذي لا يتقبله العقل – كون ان بعض الأطراف الخارجية تحاول الصيد في المياه العكرة من خلال الترويج لمنشورات تحريضية، القصد منها زرع البلبلة واختراق احتجاجات الطلبة وتسيسها، إلا أن وعي الطلبة الجزائريين وحرص الوزارة على احتواء الاحتجاجات سيظلان أكبر من المحاولات الدنيئة للتدخل في شؤون الجزائر.
ويبدو جليا ان عصابة الشر التجأت كعادتها في محاولة يائسة، استنساخ نظرية المؤامرة من جديد، لتوجيه أنظار الشعب المقهور، وكذا من اجل إخفاء الأسباب الحقيقية التي دفعت طلبة الطب في الجزائر إلى الإضراب مستندة في ذلك، وبشكل غريب، إلى تسجيل صوتي يُزعم أنه بين طالبة مغربية وأخرى جزائرية.، وهي نظرية تفتقر الى ادلة موثوقة ودامغة.
يذكر ان الطلبة الجزائريون سبق وان نظموا منذ أشهر، وقفات احتجاجية للمطالبة بتحسين جودة التعليم الطبي، والحد من فتح كليات دون توفير المحتوى اللازم، وزيادة المنح الدراسية خلال فترة التربص في المستشفيات، وفتح مناصب شغل للأطباء العامين العاطلين عن العمل والى حدود الساعة لا زالت الإضرابات مستمرة، بل حسب مصادر إعلامية محلية شملت الإضرابات جميع الشعب في مختلف الجامعات في بلاد العالم الآخر.
الغريب في امر ما تداولته ابواق المخابرات الإرهابية، هو ان تصريح ممثل الطلبة واسمه الجمعي الفاروق، فند جملة وتفصيلا الادعاءات المغرضة للنظام الدكتاتوري الجزائري البئيس، وقال بالحرف ” نحن طلبة نتبرأ من أي أياد خارجية ومن أي محاولة لركوب الإضراب وتسيسه” مضيفا انه “بالرغم من الاجتماعات الوزارية فان الطلبة لم يتحصلوا على أي نتيجة ملموسة في أرض الواقع لحد الساعة وهو ما جعلهم يواصلون الاحتجاج إلى غاية الآن”