مسار لا يکتمل إلا بسقوط النظام الايراني

محمود حكميان*
على الرغم من تظاهر النظام الايراني بحالة من عدم الاکتراث بما حدث في سوريا وإن سقوط من کان بالامس أقوى حليف له لم يضعف من قوته، فمن الواضح أن هناك حالة من القلق والخوف تسود في أوساط النظام، وإن عقد جلسة غير علنية لبرلمان النظام بحضور قائد الحرس الثوري ووزير الخارجية يوم الثلاثاء الماضي لبحث موضوع سقوط النظام، يجسد ذروة هذا القلق.
النظام الايراني الذي بذل المستحيل من أجل إبقاء نظام الاسد وعدم السماح بسقوطه وحتى إنه وفي سبيل ذلك قام بالتضييق على الحالة المعيشية للشعب الايراني الذي يعيش أغلبيته في الاساس تحت خط الفقر، فإن سعيه لإظهار نفسه وکأن هذه التطور بالغ الخطورة بسقوط أهم حليف له والذي جاء بعد تهميش أهم وأقوى وکيلين له في المنطقة، هو مجرد تطور عرضي ويمکن أن يمر مرور الکرام، هو سعي يثير السخرية والتهکم البالغين.
النظام الايراني الذي بنى قوته على أساس رکيزتين هما قمع الشعب الايراني والتدخلات في المنطقة، فإن سقوط حليفه الاساسي الذي کان يعول عليه کثيرا لإبقاء وکيله حزب حسن نصرالله قويا والذي جاء في وقت تم فيه ليس إضعاف وإنما تهميش هذا الحزب، جاء کضربة قاتلة لن يتمکن من بعدها أن يبقى على قدميه کسابق عهده.
سقوط نظام الدکتاتور الاسد بالنسبة للنظام الايراني، يعتبر تطورا بالغ الاهمية وحتى يمکن النظر إليه کمنعطف غير عادي لا يمکن لبلدان المنطقة والعالم عدم الاهتمام به ولاسيما وإن هذا النظام سوف يسعى بکل الطرق والاساليب من أجل إيجاد ثمة سبيل لکي يمارس دوره التخريبي والفوضوي في المنطقة والعالم لأنه يعلم جيدا بأن إستتباب الامن والسلام في المنطقة والعالم لن يناسبه، ولذا فإن المسار الذي بدأ في 7 أکتوبر ومر بتهميش حزب حسن نصرالله وإسقاط نظام بشار الاسد، لا يمکن أن يکتمل بالصورة المناسبة لإستتباب السلام والامن في المنطقة والعالم إلا بسقوط النظام الايراني.
الظروف والاوضاع والاسباب کلها مواتية ومناسبة لسحب البساط من تحت أقدام النظام الايراني وتخليص المنطقة والعالم من شره وعدوانيته المستطيرة، ولاسيما بعد أن فقد واحد من الرکيزتين التي يقوم على أساس منهما وحتى إنه کان يستخدم هذه الرکيزة من أجل تقوية رکيزة قمع الشعب الايراني، والخوف الاکبر للنظام الايراني الان هو مما قد سيحدث في داخل إيران وما سيقوم به الشعب والمقاومة الايرانية بعد أن تم تقويض رکيزة التدخلات وبدء عهد جديد لن يکون للنظام الايراني خلاله ما کان له من دور وتأثير على المنطقة طوال العقود الاربعة الماضية.
المطلوب الان إقليميا ودوليا، هو دعم وتإييد النضال المشروع للشعب والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام الاستبدادي القائم في طهران، وإن الکرة في ملعب المنطقة والعالم.
*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني