في خطوة تعكس تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجزائر إلى الإفراج الفوري عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، المعتقل منذ نونبر الماضي بتهمة “تعريض أمن الدولة للخطر”. واعتبر ماكرون خلال اجتماع السفراء الفرنسيين، أن “الجزائر التي نحبها كثيرا تُسيء لنفسها بمنع رجل مصاب بمرض خطير من الحصول على العلاج”.
بوعلام صنصال، البالغ من العمر 75 عامًا، وُضع رهن الحجز المؤقت بتهم تتعلق بجناية التخابر مع جهات أجنبية، بموجب المادة 87 من قانون العقوبات الجزائري، التي تُجرم الأفعال التي “تستهدف أمن الدولة والوحدة الوطنية”.
وكان صنصال قد أثار جدلاً واسعًا بتصريحات تحدث فيها عن الجذور التاريخية المغربية لبعض مدن الغرب الجزائري مثل تلمسان ووهران ومعسكر، ما أثار غضب النظام الجزائري، الذي اعتبر تصريحاته مُسيئة لتاريخ البلاد ووحدتها الوطنية، رغم أن هذه الحقائق لها أسانيد تاريخية معروفة.
منذ اعتقاله في مطار هواري بومدين، نُقل صنصال إلى وحدة الرعاية الطبية في السجن بسبب حالته الصحية المتدهورة. ويرى مراقبون أن قضية صنصال تعكس سياسة قمعية للنظام الجزائري تجاه أي صوت ناقد، لا سيما إذا كان يلامس قضايا تاريخية تُعتبر من المحرمات السياسية.
دعوة ماكرون للإفراج عن صنصال تسلط الضوء على تدهور العلاقات بين الجزائر وفرنسا، وتفتح باب التساؤلات حول مدى احترام السلطات الجزائرية لحرية التعبير وحقوق الإنسان. ومع استمرار احتجازه، يبدو أن هذه القضية ستظل نقطة خلافية تُضاف إلى سجل الخلافات المتراكمة بين البلدين.
تأتي هذه الواقعة لتذكر مرة أخرى بأن الأنظمة التي تكمم الأفواه غالبًا ما تجد نفسها في مواقف تُحرجها أمام المجتمع الدولي، حيث تصبح حرية التعبير مرآة تعكس هشاشة الدولة أكثر مما تُظهر قوتها.