شهدت مدينة جوهانسبورغ حادثة أثارت جدلًا واسعًا بعد اعتقال حفيد نيلسون مانديلا برفقة خمسة أشخاص آخرين بتهمة حيازة سيارة ومجوهرات مسروقة. هذه الحادثة، التي وقعت في منزل عائلة مانديلا، ألقت بظلالها على تصريحات حفيد الزعيم التاريخي، التي أثارت استياء العديد من الأطراف، لا سيما في المغرب، حيث أعلن دعمه لجبهة البوليساريو الانفصالية عقب لقائه مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وكبار المسؤولين الجزائريين.
ما زاد من حدة الجدل هو التناقض الصارخ بين مواقف حفيد مانديلا وتصريحات جده التاريخية. كان نيلسون مانديلا قد عبر عن تقديره الكبير للدعم الذي قدمه المغرب لحركة النضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. المغرب لعب دورًا بارزًا في دعم المقاومة، مما جعله حليفًا رئيسيًا خلال تلك الحقبة. ومع ذلك، يعكس موقف حفيده انحرافًا ملحوظًا عن هذا الإرث، في ظل تأثير النظام الجزائري الذي يبدو أنه يسعى لاستمالة شخصيات دولية لدعم مواقفه الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
اعتقال حفيد مانديلا، المثير للجدل، يسلط الضوء على ازدواجية المعايير التي تتبعها بعض الشخصيات في التعبير عن مواقفها. في الوقت الذي يقدم فيه المغرب نموذجًا للدعم التاريخي لحقوق الشعوب، نجد شخصيات تنجرف وراء أجندات سياسية تتناقض مع قيم النضال والحرية التي كان مانديلا رمزًا لها.
تثير هذه الواقعة تساؤلات جدية حول كيفية تأثير المصالح السياسية على مواقف الأجيال الجديدة من عائلات الشخصيات التاريخية. وبينما يظل المغرب ثابتًا في دفاعه عن الوحدة الترابية ومناهضته لكل أشكال الاستغلال السياسي، تعكس مثل هذه المواقف انحرافًا عن إرث العلاقات التاريخية، مما يدعو إلى مراجعة نقدية لكيفية بناء الخطاب السياسي في العلاقات الدولية.