نموذج أمني يحتذى في مواجهة الإرهاب والتطرف

تعكس زيارة المفوض العام للاستعلامات بمملكة إسبانيا، خافيير أنطونيو سوزين بيرسيرو، إلى المغرب ولقاؤه بالمدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، السيد عبد اللطيف حموشي، مستوى التقدير العالمي للمؤسسات الأمنية المغربية، وتبرز المكانة الريادية التي حققتها المملكة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف.

 

 

الاختيار الذي اتخذه المسؤول الأمني الإسباني بزيارة المغرب كأول محطة دولية منذ توليه مهامه يظهر بجلاء الأهمية التي توليها إسبانيا للشراكة مع المغرب. كما يؤكد هذا الأمر على وجود ثقة متبادلة بين البلدين، مبنية على سنوات من التعاون المثمر في التصدي للمخاطر الأمنية العابرة للحدود.

أما المحادثات بين الجانبين، التي تناولت التهديدات الإرهابية في بؤر التوتر، وخصوصاً في منطقة الساحل والصحراء، فقد سلطت الضوء على التحديات المشتركة التي تواجهها دول الجوار، وأكدت أن المغرب بات شريكا استراتيجيا حقيقيا في تأمين استقرار المنطقة، ليس فقط بفضل موقعه الجغرافي، ولكن أيضا بفضل ريادة أجهزته الأمنية.

هذا وتعتبر تعدالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، بقيادة السيد عبد اللطيف حموشي، نموذجا يحتذى به في الفعالية والتنسيق الأمني الدولي. وقد أثبتت هذه المؤسسة، من خلال العديد من العمليات الناجحة، قدرتها الفائقة على تقديم معلومات استخباراتية دقيقة وموثوقة، كان لها الأثر البالغ في تجنيب العديد من الدول، وعلى رأسها إسبانيا، مخططات إرهابية خطيرة.

إن إشادة المفوض العام الإسباني بالدعم الحاسم الذي قدمته المخابرات المغربية تظهر الأثر الإيجابي العميق الذي تركته القيادة الاحترافية للسيد حموشي، والذي نجح في تحويل المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني إلى مؤسسة نموذجية تعتمد عليها دوليا في مواجهة الإرهاب.

وفي سياق التحضير المشترك لتنظيم كأس العالم 2030 من قبل المغرب وإسبانيا والبرتغال، يبرز الجانب الأمني كأحد التحديات الرئيسية. وقد كانت هذه النقطة محورا مهما خلال اللقاء، حيث أكد الجانبان على أهمية استباق المخاطر الأمنية وتحقيق مستويات متقدمة من الأمان الجماهيري خلال هذا الحدث العالمي.

ومن المتوقع أن تضطلع المخابرات المغربية بدور ريادي في توفير الدعم الاستخباراتي والأمني، مما يعزز سمعة المغرب كدولة قادرة على تأمين الفعاليات الكبرى بأعلى المعايير.

إلى ذلك، تجاوزت تجربة المغرب في مجال الأمن والاستخبارات حدودها الوطنية، لتصبح مرجعا دوليا في مكافحة الإرهاب والتطرف. وتكمن قوة هذا النموذج في عدة عوامل:

الاستباقية: قدرة الأجهزة المغربية على استشراف التهديدات وتحييدها قبل وقوعها.
التنسيق الدولي: تقديم دعم استخباراتي فعال لدول صديقة وشريكة مثل إسبانيا.
التحديث المستمر: اعتماد تقنيات حديثة واستراتيجيات متجددة، بما يتماشى مع تطور أساليب الإرهاب.

وتعكس هذه الزيارة مستوى النضج والتطور الذي وصلت إليه العلاقات الأمنية المغربية-الإسبانية، كما تؤكد أن المغرب ليس فقط شريكا استراتيجيا لإسبانيا، بل نموذجا يحتذى به على مستوى العالم في التعامل مع التهديدات الأمنية.

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني