في تكريس لدوره الريادي في تعزيز الأمن والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي، تم توشيح السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، بوسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى، وهو أرفع تكريم يمنحه مجلس وزراء الداخلية العرب للشخصيات الأمنية التي بصمت مسارها بإسهامات نوعية في تطوير العمل الأمني العربي المشترك.
جاء هذا التوشيح خلال أشغال الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب، التي انعقدت مؤخرا في العاصمة التونسية، حيث أعلنت الأمانة العامة للجائزة عن منح هذا الوسام المرموق للسيد حموشي، تقديرا لما وصفته بـ”جهوده الموفقة في تدعيم مسيرة العمل الأمني المشترك وتعزيز الحضور العربي في المحافل الدولية”.
لم يكن هذا التوشيح سوى اعتراف إضافي بالمكانة الرفيعة التي بات يحتلها المغرب كفاعل رئيسي في المنظومة الأمنية العربية والدولية، بفضل الاستراتيجية الأمنية المتقدمة التي يشرف عليها السيد حموشي، والتي تقوم على العمل الاستباقي، تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتعاون الوثيق مع الأجهزة الأمنية الشريكة في القضايا ذات البعد العابر للحدود، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
ويعكس هذا الوسام ثقة المؤسسات العربية والدولية في النهج الذي يتبناه المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، والذي جعل الأمن الوطني نموذجًا يحتذى به في الكفاءة والالتزام بمعايير الحكامة الأمنية الحديثة، حيث استطاعت الأجهزة الأمنية المغربية أن تقدم دعمًا استخباراتيًا نوعيًا للعديد من الدول في إحباط مخططات إرهابية وتفكيك شبكات خطيرة، وهو ما عزز صورة المغرب كحليف استراتيجي موثوق به في مجال الأمن.
طيلة سنوات من العمل الدؤوب، استطاع عبد اللطيف حموشي أن يرسخ مقاربة أمنية حديثة تقوم على التحديث المستمر للمنظومة الأمنية المغربية، مع تعزيز أطر التعاون والتنسيق بين الأجهزة الأمنية داخل الوطن العربي وخارجه. ولعل أحد أبرز مظاهر هذه الديناميكية هو الحضور القوي للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني في العديد من القضايا الحساسة، حيث لعبت دورًا أساسيًا في إفشال عمليات إرهابية كانت تستهدف دولًا عربية وأوروبية، بفضل المعلومات الدقيقة التي زودت بها شركاءها الأمنيين.
كما ساهمت رؤية حموشي في نقل الأجهزة الأمنية المغربية إلى مستويات متقدمة من حيث التدريب والتأهيل، حيث تم تطوير برامج تكوين متخصصة في مكافحة الإرهاب، الجرائم الإلكترونية، ومختلف التهديدات الأمنية الجديدة التي يفرضها العصر الرقمي.
إن منح وسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى لعبد اللطيف حموشي، في سياق الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب، يبعث برسالة واضحة حول مدى التقدير العربي للدور الفاعل الذي تلعبه المملكة المغربية في ترسيخ الأمن الإقليمي، والتزامها بالمساهمة في حماية الشعوب العربية من التهديدات الإرهابية والجريمة المنظمة.
ويعكس هذا التقدير أن التجربة المغربية في مجال الأمن أصبحت نموذجًا يحتذى به داخل المنظومة العربية، حيث باتت العديد من الدول تستلهم من النهج المغربي في بناء مقاربات أمنية متكاملة تقوم على العمل الاستباقي والاستخدام الذكي للتكنولوجيا الحديثة في مجالات المراقبة والرصد والتحليل الأمني.
لا شك أن هذا الوسام سيظل نقطة مضيئة في المسيرة المهنية لعبد اللطيف حموشي، لكنه في الوقت ذاته يشكل مسؤولية إضافية لمواصلة الجهود المبذولة في سبيل تطوير الأمن العربي، وتعزيز العمل المشترك بين الأجهزة الأمنية العربية لمواجهة التحديات الراهنة.
وبالنظر إلى التحديات الأمنية التي يشهدها العالم العربي، فإن وجود شخصيات قيادية مثل عبد اللطيف حموشي على رأس المؤسسات الأمنية يشكل ضمانة حقيقية لاستمرار التنسيق والتعاون الأمني العربي، من أجل التصدي لكل التهديدات التي تستهدف استقرار المنطقة، والعمل على بناء فضاء أمني مشترك أكثر صلابة وفعالية.