بدر سنوسي
تشهد الجزائر موجة من الاضطرابات في قطاع التربية، وذلك على خلفية الاحتجاجات المستمرة التي تشنها النقابات المستقلة رفضًا للقانون الأساسي الجديد والنظام التعويضي الذي أقرّته الحكومة، ومع استمرار حالة الشد والجذب بين الوزارة والنقابات، يبقى مصير العام الدراسي معلقا، مما يثير مخاوف واسعة لدى أولياء التلاميذ الذين يخشون أن تؤثر احتجاجات رجال التعليم على الموسم الدراسي الحلي.
وبدأ الإضراب في قطاع التربية والتعليم، منذ 15 يوما، على أن يتجدد أسبوعيا خلال يومين، (الثلاثاء والأربعاء) مع وقفات أمام مديريات التربية في كافة ولايات البلاد، ففي الوقت الذي كانت نسب الاستجابة واسعة، لم تعلن وزارة التربية في الجزائر عن أي بيانات رسمية بشأن الإضراب، بالرغم من ان الحركة الاحتجاجية التي حضرها العديد من عمال القطاع، أظهرت تجاوبا مع لائحة المطالب التي رفعتها النقابات الأربع بالدعوة إلى مراجعة القانون …
وتزامنا مع الاحتجاجات و المظاهرات التي شهدتها ولايات العالم الآخر، كشفت مصادر حقوقية في الجزائر عن اقتياد عدد من المناضلين الأحرار الرّافضين للذّلّ والهوان كما حدث مع المنسّق الوطنيّ الأستاذ مسعود بوديبة المنسق الوطني لنقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية المعروفة بـ ” كنابست ” (CNAPESTE)، وبوبكر هابط، الأمين الوطني المكلف بالإدارة، على التحقيق… حيث تقرر وضعهما تحت الرقابة القضائية مع إلزامهما بالتوقيع مرتين في الأسبوع وهو إجراء يسبق في العادة المحاكمة، وفق ما نشر الناشط فضيل بومالة على صفحته.
ووفق ما نشرته صفحات ومصادر نقابية في بلاد العالم الآخر، فالتضييق على العمل النقابي، طال أيضا احتجاز عدد من المناضلين والمنسقين الولائيين داخل المقر الولائي للنقابة، إضافة إلى منع الأساتذة من دخول مدينة المسيلة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة.
وقد أثارت هذه الأحداث موجة من ردود الفعل داخل الأوساط النقابية، حيث وصفتها بعض الجهات النقابية بأنها تضييق على الحريات النقابية وحق التظاهر، بينما لم تصدر بعد أي تصريحات رسمية من الجهات القضائية أو الأمنية حول ملابسات التوقيف والإجراءات المتخذة.
وتأتي هذه الاعتقالات بعد، تجدد موجة الاحتجاجات في الجزائر بإعلان أربع نقابات لقطاع التربية شن إضرابات يومي الثلاثاء والأربعاء من كل أسبوع بداية من 11 فبراير الجاري، احتجاجا على القانون الأساسي لعمال القطاع والنظام المالي التعويضي الصادر مؤخرا، وتزامنت الحركة الجديدة من الإضرابات، بعد أسبوع من توقف إضراب تلاميذ الطور الثانوي الذين شلوا الثانويات للمطالبة بتقليص الحجم الساعي للدراسة والمناهج التي يدرسونها.
وحسب متتبعين، فالأزمة في قطاع التربية مرشحة للتصعيد، باعتبار الطريقة التي قوبل بها الاحتجاج الأخير خاصة من الجانب الأمني، الذي زادت من حدة التشنج، في قطاع يعتبر من بين أكبر المجالات المشغلة بوجود أكثر من مليون مؤطر، من بينهم نحو 600 ألف أستاذ، يشرفون على 11.7 مليون تلميذ وفق أحدث إحصائيات لوزارة التربية الجزائرية، ويتراوح راتب أستاذ التعليم الثانوي في بداية مساره المهني ما بين 295 و360 دولارا شهريا، وهو من أضعف الرواتب في العالم…