هشام جيراندو.. سقوط دجال المؤامرات في مستنقع الابتزاز والتشهير

 

لم يكن هشام جيراندو سوى واجهة زائفة لبروباغندا قائمة على الأكاذيب والتضليل، يوتيوبر مغربي مقيم في كندا، تحول إلى صانع أوهام ومتاجر بالخوف، حيث استغل هوس الجمهور بنظريات المؤامرة لترويج أكاذيب خطيرة حول النظام المغربي وأجهزته الأمنية. لكن بينما كان يواصل نسج خرافاته، كانت العدالة تقترب منه، حتى انهارت إمبراطوريته الرقمية باعتقال شركائه، وافتضاح مخططاته.

لم يكن لجيراندو أي مصداقية في طرحه، لكنه كان بارعًا في استغلال العناوين المثيرة واللغة العاطفية لحصد المشاهدات. بين ليلة وضحاها، تحول إلى “خبير” في الشؤون السياسية والأمنية، يطلق تحليلاته المزعومة من خلف شاشة في كندا، دون أن يقدم أي دليل ملموس. آخر ادعاءاته كانت عن “انقلاب” مزعوم يستهدف الملك محمد السادس، محاولًا ترسيخ صورة قاتمة ومفبركة عن الوضع في المغرب.

ورغم هشاشة رواياته، إلا أن بعض مقاطع الفيديو التي نشرها تجاوزت المليون مشاهدة، مما كشف تعطش بعض الجماهير للدراما السياسية حتى لو كانت مجرد تلفيق. لم يكن المحتوى الذي يقدمه سوى مزيج من الهلوسات السياسية والتنبؤات الزائفة، حيث زعم أن المغرب يعيش تحت سيطرة “قوى خفية” وأن أجهزة الأمن نفسها متورطة في “مؤامرة سحرية” ضد العرش!

بعيدًا عن ادعاءاته بمحاربة الفساد وكشف “المخططات السرية”، كان جيراندو في الواقع مجرد قائد شبكة ابتزاز عابرة للحدود. فقد كشفت التحقيقات أن قناته لم تكن سوى وسيلة ضغط للحصول على المال، عبر نشر محتوى مسيء ثم المساومة على حذفه مقابل مبالغ مالية.

في الأول من مارس، تحركت النيابة العامة المغربية لتفكيك جزء من هذه الشبكة، حيث تم اعتقال أربعة أشخاص من المقربين لجيراندو، بينهم شقيقته وزوجها، بتهم تتعلق بالتشهير والابتزاز الإلكتروني. كما جرى تقديم فتاة قاصر أمام قاضي الأحداث، بعدما تبين أنه تم استغلالها في عمليات التشهير من قبل هذه العصابة.

كان جيراندو يدّعي أنه “صوت المقهورين”، لكنه لم يكن سوى تاجر في الأوهام، باع الأكاذيب لمتابعيه وجنى منها أرباحًا طائلة. ومع تهاوي أركان شبكته في المغرب، أصبح مجرد هارب يواجه خطر الملاحقة القانونية، فيما يواصل القضاء تفكيك خيوط هذا المخطط الإجرامي.

ما حدث لجيراندو ليس مجرد سقوط فردي، بل درس لكل من يعتقد أن الكذب والافتراء يمكن أن يكونا وسيلة للثراء السريع. ففي النهاية، لا يصمد الوهم طويلًا أمام الحقيقة، ولا ينجو الجبناء من عدالة القانون.

 

 

 

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني