في خطوة مثيرة جديدة، اختار عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن يُهاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال كلمته في احتفالات فاتح ماي، واصفًا إياه بعبارة “المذلول”، في موقف استغرب له المتابعون، خاصة وأنه يأتي بعد إعلان فرنسا، رسميًا، اعترافها بسيادة المغرب الكاملة على أقاليمه الجنوبية، في سابقة دبلوماسية تاريخية وغير مسبوقة.
ماكرون، الذي اتخذ قرارًا شجاعًا بتأكيد دعم بلاده لمغربية الصحراء، رغم ما يحمله ذلك من تبعات سياسية وصدام مفتوح مع الجزائر، وجد نفسه في قلب خطاب عدواني من طرف زعيم حزب مغربي، من المفترض أنه يدرك دقة السياق الإقليمي، وحساسية الملفات الاستراتيجية التي تخوضها المملكة، وعلى رأسها ملف الصحراء.
تصريحات بنكيران، التي وُصفت من قبل العديد من المتابعين بـ”المتهورة” و”غير المسؤولة”، أثارت صدمة لدى الرأي العام الوطني، إذ تساءل الكثيرون: كيف يعقل أن يتم مهاجمة رئيس دولة كبرى، فقط لأنه أبدى موقفًا داعمًا للوحدة الترابية للمملكة؟ وهل يُعقل أن يُكافأ موقف ماكرون الجريء بالإهانة بدل الترحيب؟
ليس هذا فقط، بل يأتي هجوم بنكيران في وقت يثمّن فيه المغرب هذا التحول الفرنسي، ويدعمه عبر قنوات دبلوماسية عالية المستوى، خصوصًا أن باريس تُعد شريكًا استراتيجيًا تقليديًا للرباط، وأي مسّ بها في هذا الظرف الحساس، قد يُفهم على أنه تشويش داخلي على منجز دبلوماسي وطني كبير.
لكن بنكيران، الذي يبدو أنه ما زال يبحث عن عناوين للعودة إلى الأضواء بعد سنوات من الغياب عن مراكز القرار، اختار مرة أخرى خطاب التصعيد والتصادم، حتى ولو كان الثمن هو صورة المغرب ومصالحه العليا.
فهل فعلاً يُعقل أن يُهاجم زعيم حزبي في بلد يحترم نفسه رئيسَ دولة كبرى، فقط لإثارة الانتباه أو تسجيل نقاط شعبوية؟ وهل هذا هو الأسلوب الذي يخدم القضايا الوطنية، أم أنه يزيد في إضعافها أمام شركاء الخارج؟ وهل بات بنكيران يشكل خطرًا حتى على الرصيد الدبلوماسي للمغرب؟
أسئلة مشروعة يطرحها الرأي العام اليوم، بعد سلسلة خرجات متشنجة لا يبدو أنها تعبّر عن حكمة سياسي، بل عن ارتباك سياسي في زمن لم يعد يحتمل الارتجال.
🔹وصف SEO قصير:
في خرجة مثيرة، عبد الإله بنكيران يصف الرئيس الفرنسي ماكرون بـ”المذلول” بعد اعتراف باريس بمغربية الصحراء، في موقف يُثير تساؤلات حول مسؤولية الخطاب السياسي في المغرب.
🔹وسوم (Tags):
عبد الإله بنكيران، ماكرون، مغربية الصحراء، الاعتراف الفرنسي، العلاقات المغربية الفرنسية، خطاب بنكيران، حزب العدالة والتنمية، الجزائر فرنسا، صحراء المغرب، الدبلوماسية المغربية، تصريحات بنكيران، فاتح ماي، السياسة الخارجية، الهجوم على ماكرون، فرنسا المغرب