السعيد بنلباه
في الوقت الذي خرج فيه أحد المغاربة المشاركين في قافلة الصمود العالمية، التي اعترضتها القوات الإسرائيلية قبل بلوغها شواطئ غزة، موجهاً نداء إلى السلطات المغربية والشعب المغربي للتدخل من أجل إطلاق سراحه، جسّد عزيز غالي المثل الشعبي “عيني فيه وتفو عليه”.
غالي الذي لم يتوقف يوماً عن مواقفه العدائية للوحدة الترابية، ودعمه الواضح لجبهة البوليساريو، وإشادته المتكررة بإيران التي تساند هذه الجبهة عسكرياً وسياسياً، وتغنيه بحزب الله الذي يتكفل بتدريب عناصرها، خرج الآن بوجه آخر. فالرجل الذي طالما صرح أنه يرفض تدخل وزارة الخارجية في حال اعتقاله من طرف الجيش الإسرائيلي، وجد نفسه يلوّح بجواز سفره المغربي بمجرد أن اقتادته القوات الإسرائيلية، في إشارة ضمنية لطلب الحماية من الدولة التي أساء إليها مراراً.
للتذكير، فإن جواز السفر المغربي ملك للدولة، تمنحه لمواطنيها وتكفل لهم من خلاله حق الحماية. وإشهاره في لحظة الاعتقال يعني بوضوح أن غالي كان يعوّل على تدخل المغرب الذي طالما ناصبه العداء في خرجاته ومواقفه.
المفارقة الصارخة أن نفس الشخص الذي يهاجم مؤسسات بلده، ويبارك خصوم وحدته الترابية، عاد الآن ليتخفى خلف جواز سفر مغربي أملاً في الحماية. إنها المفارقة التي يختصرها المثل الشعبي في عبارته القاطعة: “عيني فيه وتفو عليه”.
عزيز غالي.. أسد على وطنه، وفأر ذليل أمام الأجناس الأخرى. هل ثمة صفاقة أو ازدواجية أكثر من هذه؟




ليذهب إلى الجحيم عدو الوطن.
فليلجأ إلى حماس علها تدرجه ضمن صفقة تبادل.
لم يرسله المغرب لكي يتدخل من أجله.