يتابع اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى بقلق بالغ ما شهدته بعض المدن المغربية من أحداث مؤسفة، رافقتها أعمال شغب وتخريب واعتداءات استهدفت الممتلكات العامة والخاصة، وأثارت حالة من القلق والانشغال لدى المواطنين.
وإذ يذكّر الاتحاد بأن التعبيرات الشبابية التي برزت في بدايتها كانت في جوهرها سلمية، وتعكس طموحات مشروعة لفئات واسعة من الشباب في العدالة الاجتماعية والكرامة، فإنه يسجل بأسف شديد كيف تم استغلال هذه التحركات من قبل بعض السياسيين الانتهازيين، والمشاغبين، وذوي السوابق القضائية، الذين ركبوا الموجة وأفرغوا تلك التعبيرات من مضمونها، محولينها إلى سلوكيات فوضوية وأعمال عنف منظمة.
كما يعبر الاتحاد عن استيائه العميق من حالة الانفلات الإعلامي التي رافقت هذه الأحداث، حيث وقعت بعض المنابر في أخطاء مهنية جسيمة، من بينها نشر صور ومقاطع تظهر وجوه قاصرين، في خرق واضح للقوانين والأعراف الصحفية، فضلاً عن الترويج لقصاصات غير دقيقة وأخبار مضللة ساهمت في تأجيج الوضع. في الوقت نفسه، استغلت قنوات خارجية معادية هذه الأحداث لترويج سرديات مغرضة ضد المغرب. ولاحظ الاتحاد كذلك انتشار مقاطع فيديو تحريضية تدعو بشكل مباشر إلى العنف، بما يشكل خطراً جسيماً على السلم الاجتماعي.
ويشيد الاتحاد بالمهنية التي أبانت عنها السلطات العمومية في تعاملها مع وسائل الإعلام خلال هذه المرحلة الدقيقة، حيث سهّلت عمل الصحافيين الملتزمين بالقوانين، في تعبير عن وعي مشترك بأهمية التعاون بين الصحافة والسلطات لخدمة المصلحة العامة.
وفي هذا السياق، يدعو الاتحاد الصحافيين والصحافيات إلى:
الالتزام الصارم بالتحقق من الأخبار والمعطيات قبل النشر.
تفادي ترويج المواد المفبركة أو الصور المغلوطة.
الامتناع عن نشر صور تُظهر وجوه عناصر القوات العمومية أثناء مزاولة مهامهم، حماية لأمنهم وسلامتهم.
تجنب الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة أو تلقي شهادات تفتقد للضوابط القانونية.
توخي الدقة في استعمال المصطلحات القانونية، وعدم الخلط بين مفاهيم مثل “التوقيف” و”الاعتقال”، تفادياً لتضليل الرأي العام أو التشويش على المؤسسات.
كما يدعو الاتحاد السلطات العمومية إلى منع أي عملية تصوير أو تغطية للأحداث من طرف أشخاص لا يتوفرون على صفة الصحافي المهني، ومساءلة كل من يثبت تورطه في ممارسة هذا النشاط بشكل غير قانوني، حماية للمهنة وضماناً لمصداقية الخبر.
ويثمّن الاتحاد المجهودات الجبارة التي بذلها مدراء نشر المقاولات الصحفية الصغرى في مختلف المدن والجهات، والذين أبانوا عن حس وطني ومسؤولية عالية في مواكبة هذه المرحلة الحساسة، رغم محدودية الإمكانيات وضعف الموارد المتاحة.
وبالمقابل، يؤكد الاتحاد إدانته القوية لكل أشكال التخريب والفوضى، ولكل محاولات الركوب السياسي أو الخارجي على احتجاجات سلمية في أصلها. ويجدد التزامه بالدفاع عن حرية الصحافة المسؤولة والموضوعية، معتبراً أن صحافة القرب الوطنية بما تحمله من مصداقية وارتباط بالمواطن، تظل خط الدفاع الأول ضد الشائعات وحملات التضليل، وضمانة أساسية لصون استقرار الوطن.
حرر بالرباط، يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025
اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى
الرئيس: علي مبارك
