مروان زنيبر
انتقد السفير السابق بالجزائر كزافييه درينكور، في مقابلة له مع قناة المغاربية بلندن، أذيع اول أمس 30 شتنبر 2024، خيارات بلاد القوة الضاربة، وما كانت تخشاه، بعدما تم استبعادها نهائيا من الانضمام لمجموعة بريكس الاقتصادية، وردود الفعل الواسعة للفشل الذريع وخيبة الامل في إدارة الملف، على الرغم من الآمال العريضة التي بنتها بلاد العصابة على العضوية لهذه المجموعة… وتساؤل السفير في نفس الوقت عن أسباب الافتخار بالبقاء في الوقت ذاته عضوا في بنك هذه المجموعة، وفقا لما ذكرته جريدة “المجاهد” يوم السبت الأخير…
وتساءل قائلا – في سياق حواره مع القناة – انه لا يمكن التصديق، ان الجزائر التي كانت تنشط في كل الاتجاهات في مرحلة ما قبل العشرية السوداء، كيف أصبحت علاقاتها الدولية الآن، وقال ساخرا ان الجزائر أصبحت معزولة ومنبوذة، فقط أصبح بإمكان، الرئيس الفنزويلي والإيراني التوقف لوقت وجيز في مطار الجزائر، اثناء رحلاتهم الطويلة…وتوقع السفير السابق لفرنسا، استسلام النظام العسكري في الجزائر وانهياره في حالت تماديه في السياسة الملتوية والغامضة التي ينهجها، غير مبال بالمحنة التي يعيشها الشعب الجزائري.
وحذر السفير السابق بالجزائر كزافييه درينكور، – والذي اشتهر بتدخلاته الجريئة والواقعية على الجزائر في السنوات الأخيرة – من الإخفاقات الديبلوماسية المتتالية التي وصل اليها النظام العسكري في الجزائر، مدكرا بعزلة هذا النظام الذي لا يزال يعيش في العهود البائدة، مستدلا بالتوترات مع مجموعة من الدول، منها الأمارات المتحدة وفرنسا واسبانيا وروسيا وكذا مع كل الدول المجاورة على طول حدودها الملتهبة القابلة للاشتعال في اية لحظة، ومنها المغرب ومالي والنيجر وتشاد وليبيا.
وفي سياق الموضوع، وبحسب خبراء اقتصاديين وسياسيين فان قضية الانضمام إلى بريكس سُوّقت من طرف العصابة، وكأنها قضية وطنية أو أم المعارك، وبالتالي اصطف الجميع خلف الدولة وتحول انضمام الجزائر إلى بريكس لجائزة كبرى، باعتبار ان العصابة كانت متيقنة من الانضمام لهذا التحالف، بعد الزيارتين التي قام بهما رئيس العصابة كذبون الى كل من الصين وروسيا، ليتضح بالملموس في النهاية، المنحى الشعبوي للخطاب الرسمي لعصابة لا زالت تراوغ في كل الاتجاهات مستعينة بالشياتين وابواقها المأجورة، بهدف استغلال الموضوع لأغراض الدعاية السياسية، استعملها ال “تبون” كورقة في الحملة الانتخابية…
ومن المؤكد ان ما حدث لبلاد القوة الضاربة خلال اليومين الأخيرين من الفشل الذريع في عدم قبولها غضوا في منظمة بريكس، والضربات الموجعة التي تلقتها الدبلوماسية الجزائرية في الأمم المتحدة من طرف الاسدين عمر هلال وناصر بوريطة وكذا الكلمة التاريخية، لوزير الدولة والمتحدث باسم الحكومة الانتقالية المالية العقيد عبد الله مايغا، خلال كلمته أمام الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والذي ندد من خلالها بالتدخل الجزائري في بلاده واصفا سفير الجزائر ووزير خارجيتها ب” حثالة الديبلوماسية”…واعتبارا لهذه النكسات ، ينتظر ان تلحق الاحداث ضررا كبيرا بمصداقية الخطاب الرسمي في بلاد جارة السوء.
بالإضافة الى هذا، من المرجح ان تساهم كذلك هذه الانتكاسات التي ورطت النظام العسكري الديكتاتوري محليا وعالميا، في فتح – لا محالة – اعين هذا النظام الارعن، على الواقع وتدفعه لمراجعة انفسه، بدلا من تحميل الآخرين أسباب مشاكله، علما ان أصوات معارضة تعالت داخل وخارج البلاد واعتبرت ان ما يحدث للدولة، هو بمثابة إنذار شديد اللهجة لمن يحكمون الجزائر، وطالبوا من النظام التحلي بالشفافية والتحدث مع الشعب بشكل واضح دون لف او دوران، مع مراجعة السياسة التي ينهجها النظام مع دول الجوار وإعادة تقييم قراءتها، تماشيا مع ” خطاب لافروف باعتماد معايير هيبة الدولة ووزنها في المنطقة ” …. فالسيل بلغ الزبى!!
شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني