ملتقى علمي: البيعة ورباط المحبة بين المغاربة والملوك العلويين أسس متينة للاستقرار

أكد المشاركون في الملتقى الروحي الدولي الرابع لمولاي علي الشريف دفين مراكش، اليوم الخميس بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بمراكش، أن البيعة ورباط المحبة بين المغاربة والملوك العلويين تعتبر أساسا متينا للاستقرار السياسي والاجتماعي في المغرب.

وأبرز المشاركون في الملتقى الذي نظمته مؤسسة مولاي علي الشريف دفين مراكش، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وجامعة القاضي عياض، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش آسفي، أن هذا الرابط يرتكز على أسس دينية وتقاليد ثقافية راسخة ويعزز العلاقة الوثيقة بين الملك والشعب، مما يساهم في تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار السياسي.

وأكد رئيس مؤسسة مولاي علي الشريف دفين مراكش، مولاي سلامة العلوي، في كلمة خلال افتتاح الملتقى، على ضرورة تعزيز الرصيد الروحي وتحصينه من المغالطات الإيديولوجية الخطيرة في ظل عالم متغير، من خلال استلهام الحكمة من منابعها الصافية المؤصلة والمجددة للتربية الروحية.

وشدد على ضرورة الرجوع للسنة النبوية الشريفة باعتبارها “الأصل والمنبع الذي رسم وشكل هوية المجتمعات الاسلامية وحدد هوية هذا البلد الأمين خاصة، لأنها منبع القدوة والنموذج لكل مسلم “.

من جهته، تطرق نائب المدير العام لمنظمة الإيسيسكو، عبد الإله بن عرفة، لمؤسسة إمارة المؤمنين كقوة روحية عظمى، ولعقد البيعة الشرعي الذي يربط المغاربة جميعا بإمارة المؤمنين، مضيفا أن “هناك أفقا آخرا يسمى الولاية الكونية لإمارة المؤمنين التي يمكن تطوير مخرجاتها وتبيان حدودها، فهناك أناس من أقطار عديدة ولكنهم يرتبطون بهذا البلد عبر هذا الميراث الصوفي الروحي”.

من جانبه، أبرز رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، بلعيد بوكادير، أن الميراث الروحي الذي ورثه الأحفاد عن الأجداد، جعل المغاربة يختارون السلوك الصوفي السني المغربي الذي امتاز بالوسطية والاعتدال في قواعده وآدابه، مما جعل التصوف المغربي يجمع بين الأخذ بالعلم النظري ونهج السلوك العملي، مشيرا إلى ما يمثله هذا الميراث الروحي سواء كان ماديا أو تراثا لاماديا في قلوب المغاربة ومدركاتهم الجماعية.

وأشارت باقي التدخلات إلى الأهمية التي يكتسيها هذا الملتقى في تعزيز التربية على القيم من منظور قويم وعميق ومتجدر في ثقافة واختيارات المملكة، وكذا إبراز المقومات الأخلاقية الأصيلة للتراث الروحي للمملكة.

ويسعى هذا الملتقى العلمي، الذي عرف مشاركة على الخصوص، ثلة من العلماء والأساتذة من افريقيا والولايات المتحدة الأمريكية، إلى تثمين الرعاية المولوية التي يوليها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس لكل المؤسسات والمراكز التي تعمل على ترسيخ هوية المملكة، وتجديد التمسك بثوابتها الوطنية والدينية وطنيا ودوليا، والعمل على إدراج التراث الروحي لبيت النبوة في مختلف البرامج التربوية والتعليمية والعمل على إبراز قيمته وتشجيع البحث العلمي الأكاديمي للاهتمام بجوانب هذا الموضوع.

وتخللت فقرات هذا الملتقى الاحتفاء بالباحثين الفائزين بجائزة مولاي علي الشريف دفين مراكش في دورتها التأسيسية الأولى حول موضوع ” أصول الهوية الروحية المغربية وامتداداتها الثقافية والحضارية قاريا وعالميا”.


تعليقات الزوار
  1. @حاميها حرامها

    لا مقارنة بين بيعة الرضوان……وبيعة الإخضاع والإكراه والإدلال واقحام المغاربة
    ما احوجنا لمن يصدع بالحق ويكشف زيف استغلال الاستبداد للدين وكشف علماء وفقهاء السلطان
    الوراثة عاهة خطيرة تتعارض مع روح ما جاء به الإسلام من أصول كبرى، كأصل العدل وأصل الشورى، وعن هذين الأصلين تتفرع قاعدة: الحرية في اختيار الحكام، ولأن “البيعة للأولاد سُنة ملوك العجم”، وتتعارض مع الديمقراطية التي لا معنى لها إن حُرم الشعب من اختيار من يحكمه بطريقة حرة ونزيهة.
    النظام السياسي الوراثي لا يحده الدستور المكتوب ولا تؤطره القاعدة القانونية، فهو تاريخيا وواقعيا يحتكر السلطة والثروة والنفوذ في كل المجالات دون أن أي نوع من المسؤولية أوالاعتراض أوالمحاسبة، ويجمع العقلاء على أن سبب الفساد في العالم العربي عموما وفي المغرب على وجه الخصوص هو الفردانية في الحكم، التي لا تأخذ شرعيتها من الأمة، وإنما فقط من الآلة القمعية الإكراهية التي تعلو على الشرع والعقل والحق والعدل والقانون (حكم السيف). وعن هذه العاهة تتفرع باقي “المطبَّات” التي تثقل كاهل الشعب المغربي. وبهذا الصدد يقول الأستاذ عبد السلام ياسين: “الفساد في الحكم هَدم أخلاق الأمة، ونخر في اقتصادها، وبدد ثرواتها، وشرد المستضعفين، ودفع الفتيات البائسات إلى سوق البغاء، وخطف لقمة العيش من أفواه الأطفال، وتسبب في تفشي البطالة والمخدرات والمرض والخمور والعهارة ومدن القصدير والرشوة والمحسوبية وطابور المشاكل”

شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني