أوزين يُنصت لمطالب المقاولات الصغرى في لقاء مثمر بالرباط

 

في خطوة جديدة ضمن دينامية الترافع التي يقودها اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى، انعقد يوم الأربعاء 4 دجنبر 2024 اجتماع هام بين المكتب التنفيذي للاتحاد برئاسة السيد علي مبارك، والسيد محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية.

اللقاء الذي جرى بمقر الحزب بالعاصمة الرباط، يأتي في إطار سلسلة مشاورات يعتزم الاتحاد تنظيمها مع زعماء الأحزاب السياسية الوطنية ورؤساء الفرق النيابية، بغية طرح قضايا القطاع والترافع عن حقوق المقاولات الصحفية الصغرى.

استُهل اللقاء بعرض شامل قدمه السيد علي مبارك، رئيس الاتحاد، حول التحديات الهيكلية والمعيقات اليومية التي تواجهها الصحافة الصغرى في المغرب.

وأشار العرض إلى مشكلات التمويل المحدود، وغياب الإشهار العمومي، والإعلانات التي تُعد عصب الحياة بالنسبة لهذه المقاولات الصغيرة، بالإضافة إلى التهديدات التي تفرضها شروط القرار المشترك الأخير الصادر عن وزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب المكلف بالميزانية.

وقد نُظر إلى هذا القرار باعتباره يشكل تهديدًا وجوديًا للمقاولات الصحفية الصغرى، بسبب اشتراطاته التعجيزية التي تعمق التفاوتات بين المقاولات الصغيرة وتلك الكبرى التي تستحوذ على النصيب الأكبر من الموارد والدعم.

رئيس الاتحاد لم يخفِ قلقه العميق من التداعيات المحتملة لهذا القرار على القطاع برمته، مؤكدا على ضرورة إعادة النظر في السياسات المتبعة، والعمل على وضع معايير عادلة تضمن تكافؤ الفرص بين مختلف الفاعلين الإعلاميين.

كما شدد على أهمية دعم الصحافة الصغرى بصفتها جزءا لا يتجزأ من المشهد الإعلامي الوطني، والضامن لتعددية الأصوات وخدمة قضايا المجتمع.

في المقابل، أظهر السيد محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، تفهمًا كاملاً لما طرحه وفد الاتحاد، مؤكدًا على التزام الحزب بدعم مطالب الصحافة الصغرى.

وفي لفتة تعكس تقديره لأهمية الإعلام ودوره الحيوي في بناء مجتمع متنوع ومتوازن، أبدى السيد أوزين استعداد حزبه للترافع داخل المؤسسات التشريعية والدفاع عن حق المقاولات الصحفية الصغرى في البقاء والاستدامة. وعبر عن إيمانه العميق بأن الصحافة الوطنية، بمختلف أطيافها، تُشكل شريكًا أساسيًا في مسار التنمية والتحديث الذي تعرفه بلادنا.

وقد نوه السيد أوزين بالدور الذي تلعبه الصحافة الصغرى في تقريب القضايا اليومية من المواطنين، مؤكداً على أهمية استحضار معايير الإنصاف والتوازن في السياسات الحكومية الموجهة لدعم القطاع الإعلامي، ومشدداً على أن تنوع الإعلام هو الضامن الحقيقي لتكامل الأدوار بين الفاعلين الإعلاميين والسياسيين لخدمة المصلحة الوطنية.

هذا اللقاء، الذي طبعته روح التفاهم والانفتاح، يُعد خطوة إيجابية في مسار الترافع الذي أطلقه اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى.

وقد أُعلن عن استمرارية هذه الدينامية من خلال عقد لقاءات مماثلة مع باقي زعماء الأحزاب السياسية ورؤساء الفرق البرلمانية، بهدف خلق وعي أكبر بأهمية إنصاف الصحافة الصغرى، وبلورة حلول واقعية ومستدامة لضمان تطور هذا القطاع الذي يلعب دوراً محورياً في تعزيز الديمقراطية وترسيخ التعددية.

لا يسع المكتب التنفيذي للاتحاد إلا أن يُشيد بموقف السيد محمد أوزين، الذي أظهر حساً عالياً من المسؤولية السياسية والتفاعل الإيجابي مع قضايا الإعلام الوطني. وهذا الموقف يعكس رؤية منفتحة تتبناها قيادة الحركة الشعبية، ويساهم في تعزيز جسور الثقة والتعاون بين الفاعلين السياسيين والمؤسسات الإعلامية.

إن المرحلة المقبلة تتطلب تكاثف الجهود بين جميع الأطراف ذات الصلة، لإعادة الاعتبار للصحافة الصغرى، ودعمها لتظل صوتاً حقيقياً يعبر عن قضايا الناس، بعيداً عن أي سياسات تفضيلية تُقصي فئة على حساب أخرى.

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني