عبد اللطيف مجدوب
حرب التعريفات الجمركية ( Custom Tariffs)
يشهد العالم قاطبة ؛ وبمستوى حاد غير مسبوق ؛ حربا مستعرة في أسعار الرسوم الجمركية ، لمختلف المنتجات والسلع والبضائع المسوّقة بين عمليتي الاستيراد والتصدير ، في معظم دول المعمور ؛ أذكى شرارتها أو بالأحرى أشعل فتيلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب Donald Trump بإقدامه على توقيع عدة مراسيم فيدرالية ؛ تصب كلها في فرض رسومات جمركية أو الزيادة فيها ، على كل السلع والبضائع التي تدخل أسواق الولايات المتحدة الأمريكية ، متعللا ؛ من خلالها ؛ بأن أمريكا كانت لعقود خلت ضحية لخسارة المليارات من الدولارات ، أو تريليونات ، كم أفصح عنها في تصريحاته الإعلامية العاصفة .
وكرد فعل أولي غير مسبوق ، وتحت ضغط حجم الخسارة المتوقعة ، سارعت العديد من البلدان والحكومات ، من بينها ؛ وبوجه خاص ؛ الاتحاد الأوروبي والصين ، إلى إعلانها عن إجراءات وقائية “مضادة” بفرض تعريفات جمركية على كل السلع الأمريكية المتجهة إلى أسواقها.. وكانت من تداعياتها انخفاض حاد في قيمة صرف العملات ، على رأسها الدولار الأمريكي ، يستتبعه صعود ملحوظ في سعر الذهب.
من المتضرر ؟!
حتما ؛ هي حرب تجارية ، تكاد ترتقي في جغرافيتها إلى مستوى العالمية ، بحكم تأثيرها المباشر على كل أسواق تصريف البضائع ، وستكون من تداعياتها الأولية ركود تام في العملية الإنتاجية والتسويقية ، فلا غرو أن تكون تبعاتها رفع منسوب أسعار المواد والبضائع ، ستتضرر الدول والحكومات جراءها بانخفاض محسوس في مستوى حجم مخزونها من الذهب و العملات الصعبة. وسيتضرر منها ؛ بالدرجة الأولى في الأيام القادمة ؛ المستهلك ، تحت ذريعة “غلاء المواد الأولية” ، و”ارتفاع رسوم الاستيراد” ، فإذا كان المواطن/المستهلك يقتني عقارا (دواء) مستوردا بمبلغ 350.00DH؛ على سبيل المثال ؛ فسيكون مجبرا على دفع أكثر من DH400.00 ، مقابل الحصول عليه. وأمام هذه الوضعية التجارية غير المسبوقة ، ينتظر أن تنشط وتزدهر ؛ وبشكل محموم ؛ الأسواق الحرة وعمليات التهريب.