سليم الهواري
تشهد مخيمات تندوف حالة من الغليان الشعبي غير المسبوق، بعدما اندلعت موجة احتجاجات واسعة تطالب بإسقاط القيادة الحالية وعلى رأسها زعيم الجبهة إبراهيم غالي، فيما يشبه “انقلابًا شعبيًا” على قيادة تستمد شرعيتها من دعم المخابرات العسكرية الإرهابية الجزائرية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تراكم مشاهد البأس، وتزايد مشاعر السخط بسبب انسداد الأفق من الجانب الجزائري، مقابل الزخم الدولي المتنامي لدعم المقترح المغربي القاضي بالحكم الذاتي، والذي بات يحظى باعتراف واسع ويقترب أكثر فأكثر من طيّ هذا النزاع المفتعل بشكل نهائي وإلى الأبد.
هذا وتزامنت احتجاجات ساكنة تندوف، مع ما أوردته صحيفة ” البايس” الاسبانية – الذائعة الصيت – من تحذيرات خطيرة، دعت فيه المجتمع الدولي لإنهاء حالة الصمت وتحمل مسؤولياته إزاء ما يحدث داخل مخيمات تندوف، مؤكدة أن الوضع يستوجب تدخلا عاجلا من الهيئات الأممية لوضع حد لتصعيد خطير من قبل الجيش الجزائري بعد الانتهاكات الخطيرة المتكررة.
وفي تحليل لما يجري في مخيمات تندوف، وصفت ” صحيفة الباييس ” الاسبانية بوضوح – في مشهد مؤثر – الهجمات العسكرية التي تستهدف المدنيين، وكيف تحوّلت الطائرات المسيرة الجزائرية من أدوات رقابة إلى آلات قتل، تستهدف باحثين عن لقمة العيش… لمنقبين عن الذهب دفعتهم قسوة الحياة إلى المخاطرة بحياتهم في رمال الموت.
وبحسب تقارير دولية، فإن “الهجمات العسكرية” التي نفذها الجيش الجزائري، في حق مواطنين عزل يوم الثلاثاء الأخير في محيط المخيمات، والذي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية بين سكان مخيمات تندوف، كان سببا رئيسيا في الرفع من منسوب الاحتقان الشعبي في المخيمات.
و تفيد نفس التقارير ان ما يحدث من انتفاضة واسعة في المخيمات، يؤكد رسميا ان السكان المحتجزين بمخيمات العار، فطنوا للعبة عصابة تندوف الكبرى ومعها شرذمة قيادة البوليساريو بتندوف الصغرى، بخصوص التقارير الدولية المسربة، التي تفيد على ان جبهة البوليساريو، ستصنف عاجلا ام آجلا ، كمنظمة ارهابية، من طرف خبراء امميين مهتمين بشؤون الإرهاب الدولي، بعدما تأكد رسميا انه بإمكان عصابة ” البوليساريو” تحويل الإمكانيات التي توفرها لها ” مخابرات الجزائر ” في اتجاه العمليات الإرهابية، ليس فقط على مستوى المنطقة المغاربية و الإفريقية فحسب، بل سيمتد خطر هؤلاء الارهابيين المرتزقة – الحثالة – حتى على الدول الاوربية…
ناهيك عن التقارير التي تتهم الجبهة الانفصالية بالاحتجاز التعسفي والتعذيب والقتل خارج نطاق القانون خاصة أولئك الذين يتحدون قيادتها أو توجهها السياسي، وتتضمن الاتهامات كذلك الاعتداء الجنسي والعبودية والاستعباد ضد النساء والفتيات في المخيمات من قبل قادة بوليساريو إضافة إلى وجود تمييز عنصري ممنهج ضد الأفراد ذوي البشرة الداكنة داخل المخيمات من قبل قادة الجبهة.
وفي موضوع دي صلة، تداولت – طيلة الأسبوع – منصات التواصل الاجتماعي رسائل صوتية وأخرى مكتوبة صادرة عن نشطاء داخل المخيمات، تدعو إلى توحيد الصفوف بين مختلف أطياف ساكنة تندوف، من أجل إسقاط القيادة المتسلطة وإنهاء هيمنتها على المخيمات.
وتحاول قيادة البوليساريو، بقيادة الإرهابي إبراهيم غالي (الذي تم استدعائه على عجل في قصر المرادية) احتواء هذه “الثورة” الشعبية بشتى الوسائل، وسط مخاوف من تفاقم الوضع إلى مراحل أكثر حرجا، ليس فقط للجبهة بل أيضًا للنظام الجزائري المتهم بالتواطؤ في التغطية على ما يجري من انتهاكات وفقر، وتنكيل جماعي بحق الساكنة المحتجزة منذ خمس عقود.