من “النمس” إلى “المنصة”.. هل انكشف المستور بين إلياس العماري وهشام جيراندو؟

الرباط: كواليس

لا دخان بلا نار. والأنباء الرائجة منذ أيام عن وجود علاقة غامضة وربما مشبوهة بين هشام جيراندو وإلياس العماري وبارون المخدرات الهارب سعيد شعو بدأت تتحول من مجرد تكهنات إلكترونية إلى مادة دسمة على طاولة الرأي العام، خاصة بعد تصريحات مثيرة وخيوط متقاطعة بدأت تتكشف من هنا وهناك.

في العلن، يحاول جيراندو تبرئة نفسه من أي صلة بإلياس العماري، فيظهر على منصاته وهو يطلق عليه لقب “النمس”، ويبالغ في إظهار القطيعة والتباعد، بل ويقول دون تلعثم: “لي عندو التلفون ديالو يصايفطو ليا”.

لكن المغاربة، الذين تمرسوا على قراءة ما بين السطور، يعلمون جيدا أن مثل هذا النفي لا يمكن أن يكون إلا تمويها كلاسيكيا يستعمل حين تكون الحقيقة أكبر من أن تكذب مباشرة.

فهل يمكن أن يكون “النمس” مجرد كناية لإبعاد الشبهات؟ أم هو تكتيك من تكتيكات التمويه التي أتقنها العماري منذ أن كان يتقن التسلل بين دهاليز السياسة وخيوط الملفات العميقة؟ وماذا لو أن وصف “النمس” ما هو إلا اعتراف ضمني بذكاء خبيث يشترك فيه الطرفان؟

الأخطر في هذه القصة هو ما كشفه مصطفى عزيز، الممول المعلوم لما يسمى حركة “مغرب الغد”، والذي ألقى بحجر ثقيل في بركة العلاقة بين الرجلين، حين لمح إلى وجود تواصل وتنسيق مباشر بين جيراندو والعماري. تصريح لم ينفه أي من الطرفين بشكل صريح، وهو ما يزيد من قوة الشكوك ويمنحها شرعية التداول.

بعيدا عن الشعارات والمسرحيات المصورة، يرى متتبعون مغاربة أن العلاقة بين جيراندو والعماري وسعيد شعو تتجاوز ما هو شخصي إلى ما هو أخطر: شبكة مصالح، تبادل أدوار، توزيع أدوار إعلامية وسياسية، وربما حتى تخريبية. الأول يدعي المعارضة والاصطفاف مع “الضحايا”، والثاني يجيد التواري واللعب في الظلال، لكنه حاضر دائما في النتائج.

الأكيد أن ما يجري ليس مجرد جدل بين أسماء.. وصاحب نفوذ سياسي سابق يتقن الانسحاب حينا، والعودة بأقنعة جديدة حينا آخر؟

الأسئلة كثيرة، والإجابات قد تتأخر، لكن المؤكد أن الصورة بدأت تتضح، وأن المستنقع الذي يحاول البعض إنكاره، بات يبتلعهم أكثر مع كل محاولة للنجاة منه.

الرباط: كواليس

 

 

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني