تعيش جماعة سيدي بطاش بإقليم بنسليمان حالة مأساوية بسبب التأخير غير المبرر في منح رخص الوفاة والتصريح بالدفن للأسر، مما تسبب في معاناة إضافية لأهالي المنطقة. وقد بلغ الأمر حد تعفن جثامين الموتى وانبعاث روائح كريهة منها قبل تسليم التصاريح اللازمة، وهو ما كشف عنه أحد المتضررين الذي أكد أن أسرته اضطرت للانتظار طويلًا قبل السماح بدفن قريبهم. هذه الوضعية المؤسفة تعود إلى حالة التخوف التي أصابت الطبيب المكلف بتسليم الرخص، إثر أمر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية ببنسليمان باستخراج جثة شخص مدفون بمقبرة سيدي بطاش قصد إخضاعها للتشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة. جماعة سيدي بطاش، التي تعاني من عزلة خانقة، تفتقد لأبسط شروط الحياة الكريمة، حيث لا تتوفر على خدمات صحية فعالة ولا بنية تحتية ملائمة. الطريق الوحيد الذي يربطها بباقي مناطق الإقليم ضيق وخطير، مما يجعل التنقل نحو الخدمات الحيوية أمرًا شاقًا ومكلفًا. هذه المنطقة المنسية لا تستفيد من أي برامج تنموية لا على المستوى الصحي ولا التعليمي ولا الثقافي، ما يعزز الشعور بالتهميش لدى سكانها. أزمة تأخير رخص الدفن ليست سوى انعكاس للواقع المرير الذي تعيشه الجماعة، وتستدعي تدخلاً عاجلًا من المسؤولين، وعلى رأسهم مندوب الصحة بإقليم بنسليمان والمدير الجهوي للصحة بالدار البيضاء، لإيجاد حل يضمن احترام كرامة الموتى وذويهم. المشهد الحالي في سيدي بطاش يختزل معاناة منطقة بأكملها ويكشف عن غياب العدالة في توزيع الخدمات الأساسية، فإكرام الميت دفنه، وهو واجب إنساني وأخلاقي لا يقبل التأجيل.