سابيك يوضح: لا علاقة لخلية حد السوالم باختطاف السائقين المغاربة في الساحل والتطرف العائلي خطر متزايد
في رد رسمي على بعض التكهنات التي ربطت بين تفكيك خلية إرهابية في حد السوالم واختطاف سائقين مغاربة في منطقة الساحل، نفى بوبكر سابيك، الناطق الرسمي باسم المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وجود أي صلة بين الواقعتين، مشيرًا إلى أن الأمر لا يتعدى مجرد تقاطع زمني بين الحدثين، دون أي ارتباط فعلي بينهما.
وخلال تصريحاته، سلط سابيك الضوء على التحول الخطير في أساليب الجماعات الإرهابية، التي باتت تحث عناصرها على استقطاب أفراد من أسرهم ومحيطهم القريب، وهو ما يفرض دق ناقوس الخطر بشأن الظاهرة التي أصبحت تتكرر في الخلايا التي يتم تفكيكها، حيث يُلاحظ أن عناصرها غالبًا ما تربطهم صلات قرابة.
وفي إطار الجهود المبذولة لمكافحة الفكر المتطرف، كشف سابيك عن برنامج توعوي ضخم أعدّته المديرية العامة للأمن الوطني، من خلال “حقيبة بيداغوجية” موجهة لفائدة التلاميذ، استفاد منها قرابة مليون تلميذ عبر مختلف المؤسسات التعليمية بالمغرب. هذه الحقيبة تضم مواضيع توعوية وتحسيسية تهدف إلى وقاية الجيل الناشئ من الظواهر السلبية، وعلى رأسها التطرف الديني الذي يشكل أحد أخطر التحديات الأمنية في العصر الحالي.
من جهة أخرى، أشار سابيك إلى أن منطقة الساحل الإفريقي تمثل بؤرة تقاطع خطيرة بين شبكات تهريب البشر والعصابات الإجرامية والجماعات الإرهابية، ما يجعل المرور عبر هذه المنطقة، خاصة بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين، يشكل خطرًا داهمًا على الأمن الإقليمي والقاري ككل.
وفي هذا السياق، حذر المسؤول الأمني من التداخل المتزايد بين التنظيمات الإرهابية والعصابات الإجرامية، حيث تستغل الجماعات المسلحة طرق التهريب لتمويل أنشطتها واستقطاب المزيد من العناصر، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة.
تصريحات سابيك تعكس بشكل واضح التحديات الكبرى التي تواجه الأجهزة الأمنية في التصدي للتهديدات المتجددة، سواء على المستوى الوطني أو الإقليمي. ورغم نجاح المغرب في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية بفضل نهجه الاستباقي، إلا أن المخاطر لا تزال قائمة، ما يستدعي استمرار الجهود الوقائية والتوعوية بالتوازي مع العمليات الأمنية المحكمة.