الفضيحة المدوية لمخابرات عبلة… مسرحية ” أبو الدحداح ” نموذجا…!!

مروان زنيبر

 

أعلنت –كما هو معلوم – هيئة الأركان المالية، في مؤتمر صحفي يوم الاثنين الاخير، القضاء على عماد الدين، المعروف بـ “أبو الدحداح” في عملية مشتركة بين القوات المسلحة المالية وفيلق أفريقيا شمال مدينة ميناكا على الحدود مع النيجر، وأسفرت العملية عن مقتل أبي الدحداح وستة من مرافقيه، ومصادرة أسلحة ومواد متفجرة، في حين أصيب عدد من عناصر التنظيم بجروح متفاوتة.

ويشار إلى أن أبا الدحداح كان شخصية محورية داخل التنظيم، تجمع بين المهارة العسكرية والخبرة التنظيمية والقدرة على صياغة الخطاب التعبوي، ما جعله لاعبا رئيسيا في توسع التنظيم جغرافيا، وتحوله إلى شبكة من الخلايا النشطة القادرة على شن عمليات منسقة عبر الحدود… وكان “عماد الدين” قد أدين سابقًا في إسبانيا عام 2005 بتهمة قيادة خلية تابعة لتنظيم القاعدة، حُكم عليه أولًا بالسجن 27 سنة ثم خُفف الحكم إلى 12 سنة.

ونظرا لمكانة هذا الشخص، باعتبار انه كان يُعد من منظّري الجماعة وخبيرًا في الألغام والهدم، ومسؤولًا عن تخطيط الهجمات ضد القوات الحكومية في مالي والنيجر، اهتدت مخابرات عبلة اختلاق سيناريو لمسرحية بطلها شخص البسته ثوب ” الإرهابي المغوار أبو الدحداح ”

اخراج المسرحية من طرف مخابرات عصابة الشر، كان في منتهى الخبث، بعدما اختارت بدقة ذروة المشاهدة في التلفزيون، وقامت ببث اعتراف بالصوت والصورة لمواطن قيل بانه يلقب بـ“أبو الدحداح” حسبها، أدعى فيه – هذا الأخير – أنه ينتمي إلى “مجموعة إرهابية” كانت تستهدف “اختراق الحراك الشعبي”، و” التحريض على العصيان المدني”، وصولًا إلى القيام بـ ” عمل مسلح” لإسقاط النظام.

العارفين خبايا الأمور، يرون على أن نشر التسجيل المرئي الذي لعب فيه شخص دور ” الإرهابي ” تزامن مع عودة المسيرات في العاصمة وبعض المدن الجزائرية “ و يظهر بوضوح أن العصابة العسكرية في الجزائر كان هدفها الرئيسي عرقلة عودة هذه المسيرات والمظاهرات الشعبية” لا اقل ولا اكثر….

هذا وبعد مرور أكثر من خمسة سنوات على ابداع مخابرات عبلة في مسرحيتها الدرامية المقتضبة التي نشرها التلفزيون الجزائري الرسمي، – والتي اثارت موجة من السخرية والاستهجان من مستوى النظام العسكري الجزائري- آنذاك – تبين بالملموس الحقيقة المرة في بلاغ تنظيم قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي، الذي كان قد أصدره حينها…

البلاغ كان واضحا لا لبس فيه، دحض فيه التنظيم السيناريو المحبك لمخابرات العصابة كون ان ما جاء في مسرحية “أبي الدحداح”، التي بثها التلفزيون الجزائري يعتبر عاريا من الصحة، باعتبار أن الحوار الذي اجري مع الشخص الذي يدعى، “الدحداح ” لا علاقة له بعماد الدين المعروف ب” أبو الدحداح” الحقيقي …

ونفى تنظيم قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي أن تكون قيادته قد اتصلت أو نسقت مع أية جهة أو شخصية في الداخل أو الخارج قصد تحريف الانتفاضة الشعبية عن مسارها السلمي، بواسطة تسليح المتظاهرين ودفعهم إلى القيام بأعمال تخريبية.

واسترسل البلاغ: “لو أردنا فعل ذلك لما منعنا منه أحد، ولكن نحن جماعة اتخذت من الجهاد في سبيل الله وسيلة لتغيير منظومة الحكم في الجزائر، ملتزمين في جهادنا بأحكام شريعة ربنا عز وجل وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، ومعركتنا هي مع العصابة العسكرية والأمنية المجرمة التي نحت الشريعة الإسلامية عن الحكم، واغتصبت السلطة بالقهر والاستبداد، وسامت الشعب الجزائري سوء العذاب وليست مع الشعب الجزائري، فنحن ما فرطنا في أهالينا وديارنا ورضينا العيش في الجبال والوديان لما يقرب من ثلاثين سنة غلا للدفاع عن شعبنا المسلم وعن دينه وعرضه وأرضه”.

ويبقى التساؤل قائما الى متى استمرار مخابرات عبلة في بث مسرحيات مفضوحة بإخراجها الرديء، ما جعلها متورطة امام شعب مغبون ومقهور أدرك جيدا، كم هي حقيرة هذه العصابة العسكرية واستخباراتها الإرهابية التي راحت تستخدم أساليب بدائية…ومع ذلك لا يهم استمرار التضليل الإعلامي الشامل لمخابرات بلاد العالم الآخر، والدي تجاوز كل التوقعات…!!

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني