الدعم السريع ترتكب الفظائع في الفاشر.. إعدامات ميدانية وجرائم مروعة تهزّ ضمير العالم

 

الرباط – كواليس

تهتزّ مدينة الفاشر في إقليم دارفور شمال غربي السودان على وقع مجازر ميدانية مروعة، بعدما تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو توثّق إعدامات جماعية نفذتها عناصر قوات الدعم السريع في حق أسرى ومدنيين عزّل، في واحدة من أبشع الفصول الدموية التي يعرفها النزاع السوداني منذ اندلاعه.

المقاطع المتداولة، والتي تحققت منها منظمات دولية، تُظهر عناصر من قوات الدعم السريع تطلق النار على رجال عُزّل ممدّدين أرضاً، بعضهم من الواضح أنه أُسر بعد القتال، ما يُعدّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني. المشاهد، التي وصفتها الأمم المتحدة بـ”المرعبة”، تُجسّد تدهور الوضع في المدينة التي باتت تعيش حالة فوضى وانهيار إنساني شامل.

في بيان شديد اللهجة، حذّر فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من أن الفاشر في “وضع حرج للغاية”، مع تصاعد خطر ارتكاب انتهاكات وجرائم بدوافع إثنية بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها على المدينة. وقال تورك إن مكتبه تلقّى تقارير موثوقة عن إعدامات ميدانية بحق مدنيين حاولوا الفرار، وعن احتجاز مئات الأشخاص بينهم صحفيون، مضيفاً أن هناك مؤشرات على استهداف ممنهج لمكونات إثنية بعينها.

التحذيرات الأممية لم تقف عند القتل الجماعي، بل شملت أيضاً خطر العنف الجنسي ضد النساء والفتيات، وهو ما وصفه تورك بأنه “مرتفع جداً بالنظر إلى سوابق الماضي في شمال دارفور”، داعياً إلى تحرك عاجل لحماية المدنيين وتأمين ممرات إنسانية آمنة تتيح لهم الهروب من جحيم المدينة المنكوبة.

ما يجري في الفاشر اليوم ليس مجرد اشتباكات عابرة، بل فصل جديد من الرعب العرقي في السودان، تُمارس فيه قوات الدعم السريع سياسة الأرض المحروقة، وسط صمت دولي يثير الغضب والأسى. العالم يرى الصور، يسمع الصرخات، لكن الضمير الإنساني ما زال متجمداً أمام مشهد الدم والخذلان.


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني