الرباط: كواليس
انتابت حالة قلق واستياء كبيرين، عددا من الصحافيين العاملين بوكالة المغرب العربي للأنباء، بعد الإعلان عن نتائج التعيينات الجديدة بمختلف مكاتب الوكالة بالخارج، والتي فجرت نقاشا واسعا داخل أوساط التحرير حول طريقة التدبير، معايير الانتقاء، ومدى احترام القواعد التنظيمية التي يفترض أن تحكم هذا النوع من القرارات المصيرية.
الجدل لم ينطلق من فراغ. حسب ما أفادت به مصادر “كواليس اليوم”، فإن الإدارة كانت قد أطلقت، في مارس الماضي، إعلانا واضحا لفتح باب الترشح لشغل مناصب دولية في عدد من العواصم الكبرى، من بينها واشنطن، الرياض، الدوحة، جوهانسبورغ، أبوظبي، لندن، مكسيكو والقاهرة.
غير أن المفاجأة كانت في لائحة التعيينات النهائية التي ضمت وجهات لم يذكر لها أي أثر في الإعلان، مثل بكين، بروكسيل، جاكارتا، والكويت، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه لتأويلات لا تخلو من الشك والريبة.
الأكثر من ذلك، رصد عدد من المتابعين تخصيص أكثر من منصب لبعض الوجهات، دون أن يبرر هذا الاختيار بأي أساس إداري أو مهني معلن، كما وقع في واشنطن التي حظيت بثلاثة تعيينات، وجوهانسبورغ والقاهرة بمنصبين لكل منهما، في سابقة لا تزال تنتظر تفسيرات رسمية.
وما زاد الطين بلة، حسب مصادر من داخل الوكالة، هو ما راج بشأن تعيين أسماء لم تشارك في عملية الترشيح، أو لم تودع ملفاتها في الآجال المحددة.
هذه المعطيات، التي لم تنفها الإدارة بشكل صريح، عمقت شعور الإحباط لدى طيف واسع من الصحافيين الذين رأوا في ما جرى تكريسا لسياسة ازدواجية المعايير، وغيابا لقواعد التنافس الشريف.
منذ ماي 2023، يرى البعض أن الوكالة تعيش على وقع سلسلة من القرارات الارتجالية، انعكست سلبا على مناخ الاشتغال، وأثرت على صورة المؤسسة داخليا وخارجيا، إذ لم تسجل أي دينامية جديدة أو رؤية تطويرية واضحة، بل اتسعت الهوة بين الإدارة وهيئات التحرير، مما زاد من منسوب الاحتقان.
المطالب اليوم لا تتوقف عند حد مراجعة هذه التعيينات، بل تتجه نحو المطالبة بإعادة الاعتبار لكرامة الصحافي داخل “لاماب”، وتفعيل آليات الحكامة والشفافية في تدبير المسار المهني لمواردها البشرية، بما يضمن تكافؤ الفرص، ويعيد الثقة إلى الجسم الصحافي داخل واحدة من أقدم مؤسسات الإعلام العمومي في البلاد.