العطلة الصيفية

 

بقلم : محمد حسيكي

تنسب العطلة الصيفية من الوجهة الاجتماعية، إلى النظام الإداري الجاري على الحياة المنظمة، ومنها النظام التربوي الذي تعطل فيه الدراسية، من اختتام الموسم الدراسي مع حلول فصل الصيف، الذي ترتفع فيه درجات الحرارة الشمسية نهارا، من تحول المدار الفضائي على القطب إلى مدار شمسي، ترتفع منه درجات حرارته نهارا، ومستوى احترار الفضاء ليلا، من تزايد الانبعاثات التي تفرزها النباتات من هشيمها الصيفي، و أيضا من استعادة انفاسها الحارة من قيظ النهار .

لذلك ترى الكائنات الحية بالمدار، تبحث عن الظل والماء نهارا، والهواء الطلق ليلا، بل ومراجعة الانسان لمدار الوقت ونظام العمل صيفا، مما يجعل الفصل باعث تحول يجري بالتغيير .

الصيف ودوافع التغيير من الحياة :

قبل العمل بالنظام الاداري، من طبيعة مجريات حياة الساكنة القروية، كان فصل الصيف في المجتمع الزراعي يعرف بالموسمية من المحصول العام .

إذ كان الحساب السنوي من الميزانية العامة، يعرف بالناتج العام من فصل الصيف، حيث يحصل المستخدمون على حقوقهم بالعمل مقايضة من الانتاج، وتحصل الخزينة على حقوقها من الزكاة، والفقراء على حقوقهم المحلية بالجماعة من الأعشار ونصفها من المحصول، لسد الحاجة من وسط الساكنة، وكانت العطلة تعرف بيوم السوق المحلي، أو من يوم العيد، أو من الموسم التقليدي السنوي بعد جمع المحصول الزراعي .

وعهد العمل بالمسكوكات النقدية والأوراق البنكية، تغيرت قواعد المعاملة بالحياة الاجتماعية، وأصبحت مجريات العمل والصرف تحكمه النظم الادارية، من أوقات العمل والراحة اليومية، والأسبوعية، والعطل الموسمية، والسنوية، من الأعياد الدينية والاجتماعية، وصارت حياة الإنسان صيفا منعشة، تتلذذ بالمثلجات والمبردات من رمال الشواطئ الحاملة للواء الأزرق من فضاء البحر المصنف، بعد أن كان إنسان العصر الزراعي، يتحرق ضياع اللبن صيفا، للحد من الاحترار بالذات من الأجواء الموسمية الصيفية .

الصيف ومواقيت العمل :

لئن ينحصر المدار الفضائي، بين الاستواء والقطب، من جهة مدار الخريف والشتاء، فإن المدار الشمسي يجري من جهة ثانية بين الاستواء والقطب من مدار الربيع والصيف، إذ يتعاقبان من مدار السنة على جهتي القطب، باليوم الفضائي الذي يحكم المدار القطبي بالمدار من الاستواء ، من تعاقب المدار الفضائي، والشمسي من الشهر بالسنة، وتعاقب الليل والنهار باليوم من الاستواء والفضاء، الذي تتغير فيه مواقيت الصحوة والعمل بالعطل الموسمية والادارية، من عامل الاحترار المناخي. بحثا من سكان الحواضر عن الظل والماء العذب بالمناطق الجبلية، أو عن الشمس والماء والظل بالشواطئ البحرية .

ومن تراجع حركة العمل بالموسم الصيفي، يراجع المجتمع توقيت العمل اليومي، حرصا على اقتصاد الطاقة والخاصة ب البلدان المستهلكة والغير المنتجة لها، سيما البلدان التي تعاني من التغير المناخي بالجفاف، وانعكاساته السلبية على إنتاجية توليد الطاقة الكهرومائية .

ولئن نجح الاقتصاد في الطاقة من العمل بالتوقيت الصيفي، فإن ذلك قد شجع على تعويض إنتاج الطاقة الكهرومائية، بالطاقة الشمسية المتجددة، ومن الاقتصاد والانتاج والتغير المناخي تطور التوقيت إلى + ساعة فوق التوقيت العالمي، وتطور من إنتاج الطاقة لمواجهة الخصاص في الحاجيات المائية، بتحلية مياه البحر للشرب والري، بعد أن كانت مياهه لا تتعدى الاستجمام والصيد البحري.

ومن طرائف الانسان والبحر، أن ساكنة الساحل، أصبحت تضيق نفسا مما لديها من شاطئ، إذ منها من يبحث عن الشاطئ من جهات مكلفة، من داخل البلاد أو من طلب التأشير خارجها .

ويبقى المدار الشمسي باليابسة، المدار الدي يعيش فيه الانسان، من ربع السنة فصولا متأرجحة بين درجات عليا ودرجات دنيا، المدار الذي يجد فيه الإنسان كينونته، يعيش منه فصلا، ويخطو منه فصلا، كما يتطور من مدار إلى مدار، ويتغير من جيل إلى آخر .

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني