سقوط نظام بشار الأسد: فجر جديد أم بداية لمرحلة مضطربة؟

 

في تطور دراماتيكي غير مسبوق في الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد، تشير الأنباء الواردة صباح اليوم الأحد إلى انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد موجة من الانشقاقات العسكرية والاحتجاجات الشعبية المتصاعدة.

شهدت الساعات الأخيرة تزايد التقارير حول انشقاقات داخل الجيش السوري، حيث أعلنت وحدات من الجيش الانضمام إلى المعارضة المسلحة في عدة مناطق رئيسية، بما في ذلك دمشق وحلب.

وأفادت مصادر ميدانية أن الفرقة الرابعة، بقيادة ماهر الأسد شقيق الرئيس، لم تعد قادرة على السيطرة على الوضع، مع اندلاع معارك عنيفة داخل العاصمة دمشق نفسها.

كما تحدثت تقارير عن فرار قيادات بارزة من النظام إلى الخارج، في حين أُفيد بأن بشار الأسد غادر سوريا متجهاً إلى وجهة غير معلنة، ربما روسيا، برفقة أفراد من عائلته.

وفي بيان صدر قبل ساعات، صرح أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، قائلاً: “لقد أثبت الشعب السوري أن إرادته لا تُقهر. اليوم، نطوي صفحة من الطغيان والاستبداد، ونسعى لبناء سوريا حرة تحفظ كرامة أبنائها.” وأضاف الجولاني أن المرحلة القادمة تتطلب توحيد الصفوف والابتعاد عن أي محاولات للانتقام أو التصفية.

على الصعيد الدولي، دعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس واحترام القوانين الإنسانية الدولية. وأصدرت الولايات المتحدة بياناً أعربت فيه عن قلقها بشأن مستقبل سوريا وحثت جميع الأطراف على الدخول في مفاوضات شاملة لانتقال سياسي سلمي.

وفي تطور ذي صلة، دعت تركيا إلى عقد اجتماع طارئ للدول الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية، فيما أشارت مصادر إلى تحركات عسكرية تركية على الحدود مع سوريا استعداداً لأي طارئ.

مع سقوط النظام، يبرز تساؤل كبير حول كيفية إدارة المرحلة الانتقالية في ظل وجود جماعات مسلحة متعددة الفصائل، بعضها يتبنى أجندات متناقضة. كما أن التحديات الاقتصادية والإنسانية الهائلة التي تواجه الشعب السوري تزيد من تعقيد الوضع.

فيما يترقب العالم الخطوات القادمة، تبدو سوريا أمام مفترق طرق تاريخي. هل ستكون هذه نهاية عهد الاستبداد وبداية لبناء دولة مدنية ديمقراطية؟ أم أن البلاد ستغرق في فوضى جديدة تزيد من معاناة شعبها الذي دفع ثمناً باهظاً خلال السنوات الماضية؟

الأيام القادمة ستكون حاسمة، ليس فقط لمستقبل سوريا، ولكن لاستقرار المنطقة ككل.

 

 


شارك بتعليقك

شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية
   

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني