محمود حكميان*
عندما لجأ قادة النظام الايراني لإطلاق تسمية”الوعد الصادق” على الهجمة التي نفذوا في الثالث عشر من أبريل المنصرم، مجرد إختيار عادي وإنما کان إنتقاءا بعد أن وصلت مصداقيتم الى درجة ومستوى غير مسبوق من الهبوط في المنطقة والعالم، وإختيار کلمة”الصادق” بحد ذاتها من أجل التغطية على الکم الهائل من الکذب الذي مارسه هذا النظام منذ تأسيسه ولحد الان.
بعد 45 عاما من ممارسة الکذب بمختلف أنواعه حتى أصبح جزءا لا يتجزء من النظام الايراني، ولاسيما وإن الذي يلفت النظر کثيرا ويجب أخذه بنظر الاعتبار والملاحظة هو إن الشعب الايراني أکثر من عانى ولازال يعاني من ممارسة هذا النظام للکذب، مع ملاحظة إن أول وعد کاذب من نوعه أطلقه مٶسس النظام خميني عندما وعد بحياة مرفهة للشعب وتوزيع أموال البترول عليهم!!
کما وعد خميني ذاته ومن بعده نظامه ب”نصرة الشعوب المظلومة والمستضعفة” ورأينا ونرى مصداقية ذلك الوعد في سوريا والعراق واليمن، ووعد خميني أيضا بنصرة القضية الفلسطينية وتحرير القدس، فمرت جحافل هذا النظام من خلال سيول عملائه من بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء، ولکنها ظلت عالقة هناك تبث خطاباتها الحماسية دونما ملل أو کلل بإنتظار عواصم أخرى تمر منها هذه السيول الجرارة من العملاء من أجل تحرير القدس!
عملية”الوعد الصادق”، الذي رأى العالم حجم الکذب المحشو فيه حشوا وکيف إن الصواريخ والطائرات المسيرة للنظام کانت تتهاوى کالذباب وهي لازالت في طريقها بل وحتى إن بعضها قد سقط في بداية الطريق من تلقاء نفسه! هذه العملية لازال القادة والمسٶولون في النظام الايراني يتغنون ويشيدون بها وکأنها أحدث زلزالا. في الوقت الذي وصفه العديد من الخبراء العسکريين بأنها کانت بمثابة هزيمة عسکرية واضحة المعالم للنظام الايراني وأثبتت بأن أسلحته ليست أبدا في مستوى التهديدات غير العادية التي يطلقونها.
الوعود الکاذبة للنظام الايراني والتي کما أسلفنا تم إستهلالها بالوعد الکاذب لمٶسس النظام للشعب الايراني وبعدها صارت الوعود الکاذبة تتساقط کالمطر ليس في إيران وإنما في بلدان المنطقة وصار العالم کله يراها کما يرى الشمس في عز النهار، ولاريب من إن ماسمي بعملية”الوعد الصادق”، قد تمت إضافته الى السجل الطويل جدا للوعود الکاذبة للنظام الايراني، مع ملاحظة إنها بطبيعة الحال لن تکون الاخيرة بل وحتى إننا نٶکد بأن هناك المزيد والمزيد من هذه الوعود التي صار هذا النظام مختصا بها وحتى يمکننا القول بأنه ليس هناك من نظام سياسي آخر في العالم يمکن أن يجرٶ على أن ينافس هذا النظام الذي قطعا يمکن إدراجه في سجل جينس للأرقام القياسية کأکبر نظام سياسي ممتلك لأطول سجل للوعود الکاذبة في العالم کله!
*عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
شاهد أيضا
اشتراك في القائمة البريدية

إشترك بالقائمة البريدية لكواليس اليوم لتتوصل بكل الجديد عبر البريد الإلكتروني